آثرا» (١) أي مسندا له عن غيري. وقال الأعشى :
٤٤٥٠ ـ إنّ الّذي فيه تماريتما |
|
بيّن للسّامع والآثر (٢) |
وقيل فيها غير ذلك. وقرأ عليّ وابن عبّاس وزيد بن عليّ وعكرمة في آخرين : أثرة دون ألف (٣). وهي الواحدة وتجمع على أثر ، كقترة ، وقتر. وقرأ الكسائي : أثرة ، وإثرة بضم الهمزة وكسرها مع سكون الثاء (٤). وقتادة والسّلميّ بالفتح والسكون (٥). والمعنى بما يؤثر ويروى ، أي ائتوني بخبر واحد يشهد بصحة قولكم. وهذا على سبيل التنزل للعلم بكذب المدعي (٦). و (مِنْ عِلْمٍ) صفة لأثارة.
فصل
قال أبو عبيدة (٧) والفرّاء (٨) والزّجّاج (٩) أثارة من علم أي بقية. قال المبرد : أثارة ما يؤثر من علم كقولك : هذا الحديث يؤثر عن فلان ، ومن هذا المعنى سميت (١٠) الأخبار والآثار ، يقال: جاء في الأثر كذا وكذا. قال الواحدي : وكلام أهل اللغة في هذا الحرف يدور على ثلاثة أقوال :
الأول : الأثارة (١١) واشتقاقها من أثرت الشيء أثيره إثارة ، كأنها بقية تستخرج فتثار.
والثاني : من الأثر الذي هو الرواية.
والثالث : من الأثر بمعنى العلامة (١٢).
__________________
(١) في اللسان : والاستئثار الانفراد بالشيء ، ومنه حديث عمر : فو الله ما أستأثر بها عليكم ولا آخذها دونكم ، وفي حديثه الآخر لما ذكر له عثمان للخلافة قال : أخشى حفده وأثرته ، أي إيثاره. اللسان أثر ٢٦.
(٢) هو له من الرجز وشاهده كالحديث السابق لعمر والبيت روايته هكذا في اللسان والبحر والقرطبي ولم أجده بتلك الرواية في ديوانه ٩٢ ، ٩٣ وإنما برواية :
ليأتينه منطق سائر |
|
مستوسق للمسمع الآثر |
من قصيدة يمدح فيها عامر بن الطفيل ويهجو فيها علقمة بن علاثة انظر الديوان ٩٤ ، والبحر ٨ / ٥٥ والقرطبي ١٦ / ١٨٢ واللسان أثر ٢٥.
(٣) قراءة شاذة غير متواترة انظر الكشاف ٣ / ٥١٥ والقرطبي ١٦ / ١٨٢ ونسبها إلى السلمي وأبي رجاء والحسن.
(٤) الكشاف ٣ / ٥١٥ والقرطبي السابق.
(٥) الكشاف وهي قراءة أخرى للسلمي مع آخرين. انظر البحر ٨ / ٥٥ وكلها شاذة وإن كانت جائزة لغة.
(٦) البحر المحيط ٨ / ٥٥.
(٧) مجاز القرآن ٢ / ٢١٢.
(٨) معاني القرآن له ٢ / ٥٠.
(٩) معاني القرآن له أيضا ٤ / ٤٣٨ وهو أحد أقواله في هذا.
(١٠) في الرازي ٢٨ / ٤ سميت الأخبار بالآثار.
(١١) في الرازي البقية بدل الأثارة.
(١٢) الرازي المرجع السابق.