على فخد سلمان الفارسيّ ثم قال : هذا وقومه ولو كان الدين عند الثّريّا لتناوله رجال من الفرس. وقيل : هم قوم من الأنصار (١).
فصل
قال ابن الخطيب : ههنا مسألة ، وهي أن النّحاة قالوا : يجوز في المعطوف على جواب الشرط «بالواو والفاء وثمّ» الجزم والرفع ، تقول : إن تأتني آتك فأخبرك (٢) بالجزم والرفع جميعا ، قال الله تعالى ههنا (إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ) وقال (ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) بالجزم(٣) وقال في موضع آخر : (وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ)(٤) بالرفع ، لإثبات النون. وفيه تدقيق : وهو أن قوله : «لا يكونوا» متعلق بالتولي (٥) ؛ لأنهم إن لم يتولّوا يكونوا (٦) مثل من (٧) يأتي بهم الله على الطاعة وإن تولوا لا يكونون مثلهم لكونهم عاصين وكون من يأتي بهم مطيعين. وأما هناك سواء قاتلوا أو لم يقاتلوا لا ينصرون ، فلم يكن التعلق (٨) هناك بما وقع بالابتداء وههنا جزم. وقوله : (يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) في الوصف لا في الجنس (٩).
روى أبيّ بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «من قرأ سورة محمّد كان حقّا على الله أن يسقيه من أنهار الجنّة» (١٠). (صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وشرف وكرم) (١١).
__________________
(١) المراجع السابقة.
(٢) هذا الجملة زيادة من المؤلف على تفسير ابن الخطيب. وفي أالأصل : فأخبرتك والتصحيح من ب كما كتبته أعلى.
(٣) بحذف النون.
(٤) بالرفع بثبوت النون وهي من الآية ١٣٣ من آل عمران.
(٥) في الرازي : وهو أن ههنا لا يكون متعلقا بالتولي.
(٦) وفيه : يكونون وهو تحريف.
(٧) وفيه : ممّن يأتي بهم الله.
(٨) وفيه : للتعليق وجه فرفع بالابتداء وههنا جزم للتعليق وهو الأصح.
(٩) وانظر في هذا كله تفسير الرازي ٢٨ / ٧٦.
(١٠) رواه الزّمخشري كعادته من دون سند. انظر الكشاف ٣ / ٥٤٠.
(١١) ما بين القوسين كله زيادة من نسخة ب.