قوله : (وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ)(١) ما هذه (٢) يجوز أن تكون نافية وهو الظاهر وأن تكون موصولة جوّز ذلك أبو البقاء (٣) ، ولم يبين وجهه ، وبيانه أنها مجرورة المحل عطف على الساعة أي (عِلْمُ السَّاعَةِ)(٤) وعلم التي تخرج ، و (مِنْ ثَمَراتٍ) على هذا حال ، أو تكون «من» للبيان ، و «من» الثانية لابتداء الغاية. وأما الثانية فنافية فقط. قال أبو البقاء : لأنه عطف عليها (وَلا تَضَعُ) ثم نقض النفي بإلا ولو كانت بمعنى الذي معطوفة على الساعة لم يجز ذلك(٥).
وقرأ نافع وابن عامر «ثمرات» (٦) ويقويه أنها رسمت بالتاء الممطوطة والباقون ثمرة بالإفراد ، والمراد بها الجنس ، فإن كانت «ما» نافية كانت «من» مزيدة في (٧) الفاعل ، وإن كانت موصولة كانت للبيان (٨) كما تقدم. والأكمام جمع «كمّ» بكسر الكاف ؛ كذا ضبطه الزمخشري (٩) ، وهو ما يغطي الثمرة كجفّ الطّلع (١٠). وقال الراغب : الكم ما يغطي اليد من القميص وما يغطي الثمرة وجمعه : أكمام (١١) ، وهذا يدل على أنه مضموم الكاف ؛ إذ جعله مشتركا بين «كم» القميص ، و «كم» الثمرة ، ولا خلاف في «كم» القميص بالضم فيجوز أن يكون في وعاء الثمرة لغتان ، دون «كم» القميص جمعا بين قوليهما (١٢). وأما أكمّة فواحدها «كمام» كأزمّة وزمام (١٣).
قال أبو عبيدة : أكمامها أوعيتها وهي ما كانت فيه الثمرة واحدها كم (١٤) وكمّة. قال
__________________
(١) ضبطت في النسخ ثمرة بالإفراد.
(٢) في ب يجوز أن تكون «ما» نافية .. الخ.
(٣) التبيان ١١٢٨.
(٤) ما بين القوسين سقط من ب بسبب انتقال النظر.
(٥) في التبيان لم يستقم وكل هذا أخذ من التبيان لأبي البقاء ١١٢٨.
(٦) هي القراءة المعهودة عن حفص عن عاصم وهي قراءة متواترة انظر السبعة لابن مجاهد ٥٧٧ والكشف لمكي ٢ / ٢٤٩.
(٧) وهو ثمرات وهو حينئذ يكون مرفوعا بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد.
(٨) انظر الدر المصون ٤ / ٧٣٩.
(٩) الكشاف ٣ / ٤٥٦.
(١٠) في النخل خاصة ويسميه عوام الناس الكوز وانظر اللسان «جفف» ٦٤٢.
(١١) المفردات للراغب ٤٤١.
(١٢) في ب قولهما وفي اللسان : والكم للطلع ـ بضم الكاف ـ وقد ضبطت في المحكم والتهذيب بالضم ككمّ القميص. بينما وجدت في المصباح والقاموس والنهاية كم الطلع وكل نور بالكسر وانظر اللسان كمم ٣٩٣١ والقاموس والمصباح «كمم».
(١٣) نقل صاحب اللسان عن الجوهري : والكمّ بالكسر والكمامة وعاء الطّلع وغطاء النور ، والجمع كمام وأكمّة وأكمام اللسان المرجع السابق.
(١٤) في ب كمة وانظر المجاز ٢ / ١٩٨ «أي أوعيتها واحدتها كمّة» وهو ما كانت فيه وكم وكمة واحد وجمعهما أكمام وأكمة.