قوله : (أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ) الإخراج بمعنى الإظهار ، أي لن يظهر أحقادهم و «أن» هذه مخففة. و «لن» وما بعدها خبرها واسمها ضمير الشأن. والأضغان جمع ضغن وهي الأحقاد والضّغينة كذلك. قال (رحمهالله (١)) :
٤٤٨٠ ـ وذي ضغن كففت الودّ عنه |
|
وكنت على إساءته مقيتا (٢) |
وقال عمرو بن كلثوم :
٤٤٨١ ـ وإنّ الضّغن بعد الضّغن يعسو (٣) |
|
عليك ويخرج الدّاء الدّفينا |
وقيل : الضغن العداوة وأنشد :
٤٤٨٢ ـ قل لابن هند ما أردت بمنطق |
|
ساء الصّديق وشيّد الأضغانا (٤) |
يقال : ضغن ـ بالكسر ـ يضغن ـ بالفتح ـ وقد ضغن عليه وأضغن القوم وتضاغنوا.
وأصل المادة من الالتواء في قوائم الدّابة والقناة ، قال (رحمة الله عليه (٥)) :
٤٤٨٣ ـ إنّ قناتي من صليبات القنا |
|
ما زادها التّثقيف إلّا ضغنا (٦) |
وقال آخر :
٤٤٨٤ ـ ......... |
|
كذات الضّغن تمشي في الرّقاق (٧) |
__________________
(١) زيادة من (أ).
(٢) من الوافر ولم أعرف قائله والبيت في المسامحة و «ذي» مجرورة بربّ محذوفة وفي القرطبي النفس بدل الود والمقيت الحافظ. وجاء به المؤلف في أن الضّغن معناه الحقد انظر القرطبي ١٦ / ٢٥١.
(٣) كذا في النسختين والبحر بالعين من عسا يعسو عسوا وعسوّا وعسيّا بمعنى كبر وفي القرطبي يفشو.
والمعنى متقارب وفي المعلقة له : «يبدو» وهو هنا يقول : إن الضغن بعد الضغن تفشو آثاره ويخرج الداء المدفون من الأفئدة أي يبعث على الانتقام ، والبيت من الوافر.
وشاهده : أن الضغن بمعنى الحقد وهو مفرد يجمع على أفعال كضغن وأضغان وانظر البيت في شرح المعلقات السبع للزوزني ١٤٩. وقد تقدم.
(٤) من الكامل ولم أعرف قائله. وبالبيت استدل قطرب على أن الأحقاد معناها العداوة. وانظر القرطبي ١٦ / ٣٥١ والبحر ٨ / ٧١.
(٥) زيادة من (أ).
(٦) من الرجز ولم أهتد إلى قائله ، وشاهده : أن الضّغن معناه الالتواء في القناة ـ وهي الرمح ـ والعوج فهي معوجّة ولم تثقف. وانظر اللسان ضغن ٢٥٩٣ ونوادر أبي زيد ، وانظر أيضا البحر المحيط ٨ / ٧١.
(٧) هذا عجز بيت من الوافر ، لبشر بن أبي خازم ، صدره :
فإنّك والشّكاة من آل لأم |
|
............ |
وضغن الدابة عسره والتواؤه. وذات الضّغن هي الدابة فهو كناية عن موصوف والرقاق : حبل يشد من الوظيف إلى العضد. وقيل : هو حبل يشد في عنق البعير إلى رسغه. والمعنى أن ذات الضغن ليست بمستقيمة المشي لما في قلبها من النزاع إلى هواها. وكذلك أنا لست بمستقيم لآل لأم ، لأن في قلبي ـ