بنظر العرف أمرا واحدا متّصلا بحيث يوجد بأوّل وجوده وتكون الساعات المتأخّرة بقاء وجوده لا حادثا آخر للوحدة الاتّصاليّة العرفيّة بين أجزاء اليوم الواحد وعليه فالحادثة كالقتل إذا وقعت في جزء من اليوم وقعت في أمر واحد مستمرّ في حدّ اليوم. ولذا اطلق المقتل على اليوم المذكور باعتبار الوحدة المذكورة. فزمان وقوع الحادثة كساعة الثامنة من الصباح يتّحد مع بعده وقبله في حدّ اليوم ولذا اطلق المقتل باعتبار الوحدة المذكورة على كلّ اليوم من أوّل وجوده إلى آخره ، ما لم يتجاوز حدّ اليوم وعليه يصير زمان وقوع الحادثة كاليوم كمكان وقوع الحادثة أمرا باقيا. نعم بقاء المكان لا يكون محدودا بحدّ بخلاف اليوم فإنّه محدود بليل هذا اليوم وبهذا الاعتبار يمكن أن يقع النزاع في أنّ اسم الزمان كمقتل الحسين عليهالسلام هل يكون موضوعا لخصوص زمان وقوع الحادثة الذي يتّصف بوصف القتل وتلبّس به أو للأعمّ منه حتّى يشمل سائر ساعات يوم قتل الحسين عليهالسلام. وأمّا الليل أو سائر الأيّام فهي مغايرة عند العرف مع يوم العاشوراء فلا وحدة بينها وبين اليوم الذي يكون زمان وقوع الحادثة وعليه فصدق المقتل على اليوم الواحد لا يستلزم صدقه على سائر الأيّام والليالي كما ذهب إليه المحقّق الأصفهانيّ.
وممّا ذكر ينقدح أيضا ما في تهذيب الاصول حيث قال : إنّ العرف كما يدرك الوحدة الاتّصاليّة للزمان كذلك يدرك تصرّمه وتقضّيه ويرى أوّل اليوم غير وسطه وآخره فإذا وقعت واقعة في حدّه الأوّل لا يرى زمان الوقوع باقيا وقد زال عنه المبدأ بل يرى اليوم باقيا وزمان الوقوع منقضيا وبين الأمرين فرق ظاهر وما هو معتبر في بقاء الذات في المشتقّ هو بقاء زمان الوقوع أعني بقاء الشخص الذي تلبّس بالمبدإ عينا وما نحن بصدده ليس كذلك. (١)
__________________
(١) تهذيب الاصول ١ / ١٠٥.