اللفظ من لفظيّته أو ثلاثيّته أو بنائه أو معربيّته تصوّر الموضوع والمحمول والمراد من تصوّر اللفظ هو تصوّر ماهيّة اللفظ الذي يكون متعلّقا للإرادة والشوق والماهيّة غير الوجود الخارجيّ وغير الوجود الذهنيّ أيضا وبعد تصوّر ماهيّة اللفظ استعمل اللفظ الخارجيّ في الماهيّة المتصوّرة ويقول : «زيد لفظ» وهذا الاستعمال لإحضار معنى اللفظ وهو ماهيّة اللفظ في أذهان السامعين حتّى يحكم عليه بأحكامه الخاصّة من الامور المذكورة وهذا أمر ممكن وواقع بل شائع وبابه باب الاستعمال للمغايرة بين الوجود الخارجيّ والماهيّة المتصوّرة في الذهن فلا يلزم من استعمال الوجود الخارجيّ للفظ في الماهيّة المتصوّرة منه اتّحاد الدالّ والمدلول كما لا يخفى. (١)
وعليه فإطلاق اللفظ في هذه الصورة من باب الاستعمال إذ سياق الإطلاقات في جميع الموارد واحد وحمل بعض الإطلاقات على باب الإلقاء غير شائع وهكذا الأمر في سائر الصور كما اعترف بذلك في متن الكفاية في خلال عباراته فراجع.
وذهب في نهاية الاصول إلى أنّ المقام مطلقا سواء اريد باللفظ النوع أو الصنف أو المثل أو الشخص لا يكون من قبيل استعمال اللفظ في المعنى بل يراد منه ثبوت نفس اللفظ وتقرّره في ذهن المخاطب حتّى يحكم عليه أو به فلا يصحّ إطلاق لفظ الاستعمال في هذه الموارد.
ولكن أورد عليه في تهذيب الاصول بما لا مزيد عليه ونحن أغمضنا عن ذكره وردّه اختصارا وإن شئت المزيد فراجع.
* * *
__________________
(١) نهاية الدراية ١ / ٣٢.