صالح ، فاضل ، أمين ، شديد العطف على الطلبة ، عابد ، متعبّد ، محبّ أهل البيت عليهمالسلام ، صاحب روح علميّة متعطّشة إلى المزيد من المعرفة وله دقّة النظر ، انصرف طوال حياته إلى التحصيل والكتابة والتأليف والتحقيق والتدريس فيما يراه مهمّا فصنّف عددا كبيرا من الكتب والرسائل التي تأتي الإشارة إليها ـ إن شاء الله تعالى ـ ، لا يترك قيام الليل ، محبّ في أهل الخير ، سليم الفطرة ، من أهل الصدق والحلم وحسن الأدب ، ذو نجابة ساطعة ، محطّ لأنظار الخاصّ والعام ، وقور ، عفيف ، لا يكتب ولا يدرّس إلّا عن وضوء وتوسّل ، المؤدّب بالأخلاق الإسلاميّة والآداب القرآنيّة ، حلو المعشر ، ظريف المحضر ، جميل المحاورة ، مجتهد في الفقه ، متبحّر في الاصول ، متكلّم ، خبير بالتفسير ، له عذوبة المذاق وحلاوة اللسان ، كاظم الغيظ ، يقول فيه أخوه السديد ، الفقيه المحقّق ، آية الله الاستاديّ : «كنت صديقا له وزميله في الدراسة أكثر من أربعين سنة ولم أر منه إلّا الخير والإخلاص والتقوى والخوف من الله وترويج المذهب والهمّ في رفع المشاكل عن المؤمنين والغيرة الدينيّة والسعي في التحصيل والتدريس والامور العلميّة والدينيّة».
وعلى أيّة حال يكون جميع ساعات يومه منتظمة في إطار برنامج خاصّ ، وله عاطفة جيّاشة وقلب رقيق ومن خصائصه علاقته الوافرة بتلاميذه ، لم ينفعل ولا يغضب ولا يتحدّث بصوت عال ، يكون مواظبا على أداء الصلاة أوّل وقتها ولا يتهاون في ذلك ، يواجه الملمّات بهدوء وصبر ، يتعامل مع أولاده وأفراد اسرته بودّ واحترام لا يوصفان ، كثير التواضع إزاء الناس. الودود مع أطفال أولاده ، الحميم معهم ، حتّى أنّه كان أحيانا يبذل لهم وقتا كثيرا يمضيه في ملاطفتهم بيد أنّه في الوقت نفسه لم يكن يتجاوز حدّا معيّنا لكي لا ينشأ الطفل مدلّلا أكثر من اللازم.
* * *