(لا بشرط) اعتبار موافق لحيثيّة لها مطابق في الواقع واعتبار (بشرط لا) اعتبار موافق لحيثيّة اخرى لها مطابق فيه أيضا لا أنّ الواقع ينقلب عمّا هو عليه بالاعتبار. هذا غاية توضيح ذلك كما في المحاضرات (١). وعليه فمرجع التوجيه المذكور كما في تهذيب الاصول إلى التركيب الانحلاليّ فإنّ اعتبار اللابشرطيّة وبشرط اللائيّة ليس من الاعتبارات الجزافيّة بحيث يكون زمامهما بيد المعتبر فإن شاء اعتبر جهة لا بشرط فصارت قابلة للحمل وإن لم تكن في نفسها كذلك وبالعكس بل التحقيق في جلّ المعقولات الثانويّة والأوّليّة أنّها نقشة لنفس الأمر والواقع فالمفاهيم في كونها قابلة للحمل وعدمه تابعة لما في نفس الأمر وألفاظ الموضوعة للمفاهيم تابعة لها ولنفس الأمر إلى أن قال : فحينئذ نقول لا يمكن أن تكون الهيئة لإخراج المادّة إلى اللابشرطيّة إلّا أن تكون حاكية لحيثيّة بها صار المشتق قابلا للحمل فإنّ نفس الحدث غير قابل له ولم يكن متّحدا في نفس الأمر مع الذات فقابلية الحمل تابعة لحيثيّة زائدة على الحدث المدلول عليه بالمادّة فظهر أنّ لمادة المشتقّات معنى ولهيئتها معنى آخر به صار مستحقّا للحمل وهذا عين التركيب الانحلاليّ (٢) فالقول بالبساطة المحضة يرجع في النهاية إلى التركيب الانحلاليّ وإن غفل قائله عنه وإليه أشار في الكفاية حيث قال بعد بيان أنّ مفهوم المشتقّ بنفسه مفهوم لا يأبى عن الحمل بخلاف المبدأ وإلى هذا يرجع ما ذكره أهل المعقول في الفرق بينهما من أنّ المشتق يكون لا بشرط والمبدأ يكون بشرط لا أي يكون مفهوم المشتقّ غير آب عن الحمل ومفهوم المبدأ يكون آبيا.
ولكن أورد على فرق أهل المعقول من اعتبار اللابشرط وبشرط لا بما في تهذيب
__________________
(١) المحاضرات ١ / ٢٨٧.
(٢) تهذيب الاصول ١ / ١١٨ ـ ١١٩.