والجهد أكثر فأكثر ولذا لا يمكن إحرازه إلّا فيمن كان واجدا لشرائطه ومن جملتها :
أ : العلم باللغة وخصوصيّات كلام العرب وفنون العلوم العربيّة بالمقدار المحتاج إليه.
ب : فهم الموضوعات العرفيّة العاديّة السوقيّة التي كانت رائجة بين أهل المحاورة.
ج : الانس بالروايات الواردة عن المعصومين عليهمالسلام وكيفيّة محاوراتهم وقبله الانس بالكتاب العزيز والفحص عن معانيه وشأن نزول آياته وكيفيّة استدلال الأئمّة الأطهار عليهمالسلام به وغير ذلك ممّا يرتبط بالكتاب والسنّة.
د : العلم بالمنطق حتّى يستطيع ترتيب الأقيسة والحدود.
ه : العلم بمهمّات مسائل علم اصول الفقه بداهة ابتناء كثير من الأحكام على هذا العلم.
و : العلم بالرجال حتّى يستطيع تشخيص الروايات الصحيحة عن غيرها.
وعلى أيّة حال لا بدّ للمجتهد الإشراف في مسائل علم الاصول وبدونه يصير عاجزا عن استخدام الأدلّة كالطبيب الذي يواجه أدوات الطبابة دون أن يملك تخصّصا طبّيّا.
وممّا ذكر ظهر أنّ بذور الفكر الاصوليّ وجدت لدى أصحاب الأئمّة عليهمالسلام الفقهاء والشاهد على ذلك ما ترويه كتب الحديث من أسئلة ترتبط بجملة من الامور العامّة المشتركة في الاستنباط وجّهها هؤلاء الأصحاب إلى الأئمّة الأطهار عليهمالسلام وتلقّوا جوابا منهم مع أنّ بعض الأصحاب أيضا ألّفوا رسائل في بعض المسائل الاصوليّة كما تأتي (إن شاء الله تعالى).