باقية كما إذا كسر بعض أسنان المفتاح فإنّه مع كسر أسنانه زال عنه الاستعداد للفتح ولم تزل ذات المفتاح.
واستشكل الاستاذ المحقّق الداماد قدسسره أيضا في صيغ المبالغة بدعوى أنّها موضوعة لمن صدر عنه المبدأ كثيرا أو كثر اتّصافه بالمبدإ كما فسّرها صاحب الفصول إذ لا يمكن صدقهما على من تلبّس بالمادّة الكثيرة في حال واحد لأنّ الأحداث امور تدريجيّة الوجود ولا يمكن اجتماعهما في آن واحد بل الموجود في حال إطلاق اللفظ ليس إلّا حدثا واحدا فالجلّاد مثلا لا يمكن صدقه بالفعل على من تلبّس بالقتل الكثير إذ القتل تدريجيّ الوجود فلا يجتمع مع قتل آخر في آن واحد. وعليه فلا بدّ من أن يكون لفظ المبالغة موضوعا لمن صدر عنه المبدأ كثيرا وهذا المعنى لا يستلزم التلبّس الفعليّ بالقتل الكثير ومن المعلوم أنّ الاتّصاف بكثرة صدور المبدأ عنه أمر ثابت فلا يزول عنه حتّى يبحث بعد الزوال في كون إطلاق اللفظ عليه حقيقة أو مجازا.
وفيه : أوّلا : أنّ صدور الفعل الكثير في آن واحد ممكن كما إذا قتل جماعة بإدخال السمّ في غذائهم أو بإعمال الأسباب الحديثة التي تقتل الناس أفواجا.
وثانيا : أنّا نمنع عدم الزوال لأنّ دوام الاتّصاف بكثرة المبدأ داخل في معنى صيغة المبالغة فالجلّاد مثلا هو الذي كثر عنه صدور القتل ويدوم صدوره عنه فباختلال الدوام يقع البحث في أنّ إطلاق لفظ المبالغة عليه حقيقة أم لا فإن كان موضوعا لخصوص المتّصف بصدور المبدأ عنه ودوامه فلا يصدق على من لم يدم ذلك فيه إلّا مجازا كما لا يصدق على من لم يتّصف بصدور المبدأ عنه كثيرا وإن كان موضوعا للأعمّ من المتلبّس يصدق عليه وإن لم يدم صدور القتل منه. وعليه فمفاد صيغة المبالغة ليس أمرا ثابتا حتّى لا يكون داخلا في البحث.
واستشكل بعض في اسم المكان بدعوى صدقه أحيانا مع عدم تحقّق الحدث فيه بالفعل كصدق المسجد قبل أن يصلّى فيه وصدق المدرسة قبل أن يدرس فيها و