يتخصّص في مراتب تنزّله بخصوصيّات تكون تلك الخصوصيّات واسطة في عروض محمولاتها له فمحمولات المسائل تحمل على معنون هذا العنوان الانتزاعيّ بلا توسّط شيء في اللحوق والصدق وعليه فيكون فعل المكلّف المتحيّث بحيثيّة الصلاتيّة والصوميّة مثلا عنوانا انتزاعيّا من الصلاة والصوم وغيرهما لا أنّه كلّيّ يتخصّص في مراتب تنزّله بخصوصيّات تكون واسطة في عروض لواحقه له ومن المعلوم أنّ المحمولات الطلبيّة والإباحيّة تحمل على معنون هذا العنوان الانتزاعيّ بلا توسّط شيء في اللحوق والصدق. ثمّ قال : والتحقيق أنّ الالتزام بعدم الواسطة في العروض من رأس من باب لزوم ما لا يلزم والسرّ فيه أنّ حقيقة كلّ علم عبارة عن مجموع قضايا متفرّقة يجمعها الاشتراك في ترتّب غرض خاصّ ونفس تلك القضايا مسائل العلم ومن الواضح أنّ محمولات هذه المسائل أعراضا ذاتيّة لموضوعاتها وبهذا يتمّ أمر العلم ولا يبحث عن ثبوت شيء للموضوع الجامع دائما في نفس العلم فلا ملزم بما ذكروا من كون محمولات القضايا أعراضا ذاتيّة للموضوع الجامع إلى أن قال : فاللازم أن تصدق محمولات القضايا على موضوع العلم صدقا حقيقيّا بلا مجاز لا أن تكون الأعراض أعراضا ذاتيّة بالمعنى المصطلح بل بحيث لا يرى اللاحق لاحقا لغيره وإن كان بالنظر الدقيق ذا واسطة في العروض وبعبارة اخرى يكون الوصف وصفا له بحال نفسه لا بحال متعلّقه بالنظر العرفيّ المسامحيّ فافهم واغتنم. (١)
وفيه أوّلا : أنّ حديث الانتزاع عدول عن كون الموضوع لكلّ علم كلّيّا جامعا لموضوعات المسائل بحيث ينطبق على موضوعات المسائل كما يشهد له اشتراك المسائل في ترتّب غرض خاصّ عليها مثلا عنوان ذات الحجّة في الفقه أو ما يصلح لأن يحتجّ به عنوان كلّيّ يصحّ انطباقه على كلّ واحد من الموضوعات في علم الاصول
__________________
(١) نهاية الدراية ١ / ٦.