احتمالات فالاطّراد في أحدهما أو أحدها دليل كونه حقيقة فيه فحينئذ لا وجه لجعل الاطّراد علامة للعلامة بل هو بنفسه يكون علامة الحقيقة فلا تغفل.
ثمّ إنّ هذه العلامة تختصّ بالكلّيّات دون غيرها فإنّ الاطّراد في غير الكلّيّات جار في غير الحقيقة أيضا فاطّراد الأعلام منقوض باطّراد شخص مشابهة زيد الشجاع بالأسد أو صنفها كمشابهة الرجل الشجاع فإن كان إطلاق الأعلام مطّردا كان إطلاق الأسد على زيد الشجاع أو على الرجل الشجاع أيضا مطّردا فالاطّراد لا يختصّ بالأعلام حتّى يكون علامة للحقيقة هذا بخلاف الكلّيّات وأنواع العلاقات فإنّ الاطّراد مختصّ بالكلّيّات مطلقا سواء كانت كلّيّات شموليّة أو كلّيّات بدليّة وأمّا نوع العلاقة فقد عرفت أنّه لا يطّرد إذ لا يصحّ إطلاق الأسد على النملة الشجاعة أو البقّة الشجاعة فاطّراد لفظ الأسد في أفراد الحيوان المفترس دليل على كونه حقيقة في الحيوان المتفرس بخلاف أفراد الشجاع فإنّ لفظ الأسد لا يطّرد إطلاقه في جميع أفراده وعليه فإطلاقه على بعض أفراده دون بعض آخر دليل على كون إطلاقه على الشجاع مجازا فلا تغفل.
ثمّ إنّ الظاهر أنّ المراد من الاطّراد هو الاطّراد عند أهل اللسان دون المستعلم فإنّه إنّ صحّ عنده الحمل وأذعن بذلك فمن حمل واحد يستنتج المقصود لدخوله تحت عنوان صحّة الحمل ولا يحتاج إلى تكرّره واطّراده وإن لم يصحّ أو لم يدرك صحّته فتكرّره لا يجديه شيئا.
اللهم إلّا أن يقال أنّ الإذعان ربما لا يحصل بالحمل مرّة بل يحتاج إلى تكرّر الحمل وعليه فالتكرير قد يجديه في بعض الأحيان ولا يختصّ الاطّراد عند اهل اللسان فافهم.
ثمرة العلامات
ربما يقال إنّ العلامات المذكورة على فرض تماميّتها لا ثمرة بها إلّا بناء على أصالة