في الأزيد من معنى التثنية كما إذا اريد من العينين فردان من الجارية نعم لو اريد من لفظ العينين فردان من الجارية وفردان من الباكية كان من استعمال العينين في الأزيد من المعنى فإن ثبت الاشتراك فهو على نحو الحقيقة بعد ما عرفت من عدم دخالة قيد الوحدة لا في المفرد ولا في التثنية والجمع وإلّا فهو استعمال مجازيّ كما لا يخفى.
فتحصّل أنّه لا مانع عقلا ونقلا عن جواز الاستعمال في أكثر من معنى واحد.
وهم ودفع :
ربما يتوهّم أنّ الأخبار الدالّة على أنّ للقرآن بطونا سبعة أو سبعين تدلّ على وقوع استعمال اللفظ في أكثر من معنى واحد.
ويمكن دفعه بأنّ إرادة البطون ليس من باب استعمال اللفظ فيها وإرادتها منه لاحتمال أن يكون من لوازم المعنى وصدق البطون من جهة خفائها وعليه فاللفظ حتّى يوجب استعمال اللفظ في الأكثر من معنى واحد أو لاحتمال أن يكون المراد من البطون أنّ للمعاني والمداليل الكلّيّة القرآنيّة مصاديق خفيّة مستورة عن الأذهان قد اطلقت عليها الألفاظ القرآنيّة كما اطلقت على مصاديقها الظاهريّة وعليه فاللفظ لا يستعمل إلّا في مفهوم واحد كلّيّ أو لاحتمال أن يكون المراد من البطون هو الإشارات التي استفيدت من الحروف المقطّعة أو حروف الأبجد أو التركيبات الخاصّة من الحروف كالمهموسة وغيرها.
المقام الثالث في ثمرة البحث : ولا يخفى عليك أنّ بعد فرض إمكان استعمال اللفظ في الأكثر من معنى واحد فإن احرز أنّ متكلّما في مقام البيان لجميع المعاني التي يكون اللفظ مشتركا فيها وجب حمل اللفظ المشترك عند الإطلاق على جميع معانيه بعد ذلك الإحراز فإذا قال : أحسن زيدا ، ونعلم أنّه أراد إحسان كلّ زيد من أصدقائه وجب حمل زيد الذي كان مشتركا بين عدّة من أصدقائه على إرادة جميع معانيه واستعماله في الأزيد من معنى واحد وهذا الإحراز هل يحصل بمجرّد إطلاق الكلام و