* صعدة نابتة في حائر |
|
أينما الريح تميلها تمل (١) |
الصعدة : القناة والحائر : موضع السيل حيث يستقر ، كأن الماء قد حار فيه.
وأنشد لهشام المري :
* فمن نحن نؤمنه يبت وهو آمن |
|
ومن لا نجره يمس منا مفزعا (٢) |
أراد : فمن نؤمنه نحن نؤمنه. يقول : من أمناه وأخبرناه بات آمنا من غيرنا ، ومن لم نجره وأجاره غيرنا أمسى مفزعا منا.
وقوله في آخر الباب : " ومثل الأول قول هشام" يعني بالأول : فمتى واغل وأينما الريح اعلمه
هذا باب الحروف التي لا يليها بعدها إلا الفعل
فمن تلك الحروف : " قد" و" سوف" وما أشبه ذلك.
اعلم أن المانع ل" قد" من أن يفصل بينها وبين الفعل ، أنها من الفعل بمنزلة الألف واللام من الاسم ، لأنها تدخل على فعل متوقع أو مسئول عنه ، فأشبهت العهد في قولك : " جاءني الرجل" ، لمن عهده المتكلم أو جرى ذكره عنده قبل ذلك. ومما يوجب ـ أيضا ـ أن لا يفصل بينها وبين الفعل ، أنها نقيض" لما" و" لما" حرف جازم لا يفصل بينه وبين الفعل.
وقد أجازوا الفصل بين" قد" والفعل وقد ذكر ذلك سيبويه في أول الكتاب وجعله من المستقيم القبيح.
وأكثر ما يقع الفصل بينها وبين الفعل ، بالقسم. كقولك قد ـ لعمري ـ فعلت كذا".
و" قد ـ والله ـ أحسنت إليه" ، وحسن الفصل في" قد" ولم يحسن في الألف واللام ، لأن" قد" تنفرد ولا يذكر بعدها شيء فقويت بذلك ، واحتمل الفصل فيها كقول النابغة :
* لما تزل برحالنا وكأن قد
والقول في الامتناع من الفصل في" السين" و" سوف" كالقول في" قد" أنهما بمنزلة الألف واللام.
ووجه آخر في" السين" و" سوف" : أنهما إثبات" لن" ، و" لن" ـ نقيضتهما ولا يفصل
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٥٨ ، المقتضب ٢ / ٧٣ ، شرح السيرافي ٤ / ٤٩٥ المسائل البغداديات ٤٥٧ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ١٩٦ شرح ابن عقيل ٢ / ٣١٠ ، الخزانة (٣ / ٤٧ ، ٣٨) ، اللسان (صعد) ٣ / ٢٥٥ ، (حير) ٣ / ٢٢٣.
(٢) الكتاب ١ / ٤٥٨ ، المقتضب ٢ / ٧٣ ، شرح السيرافي ٤ / ٤٩٦ ، المسائل البغداديات ٣٥٩ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٨٢ ، الإنصاف ٢ / ٦١٩ ، مغني اللبيب ٢ / ٥٢٦ ، شرح شواهد المغني ٢ / ٨٢٩ ، همع الهوامع ٢ / ٥٢ ، الخزانة ٩ / ٣٨.