هذا باب تسمية الحروف بالظروف وغيرها من الأسماء
" ومنهم من يقول : عن قيل وقال لما جعله اسما"
وأنشد :
* أصبح الدّهر وقد ألوي بهم |
|
غير تقوالك من قيل وقال. |
فأجرى" قيل وقال" اسمين فخفض ، ولم يرد الحكاية.
يصف أن الدهر قد أذهبهم فلم يبق منهم غير الخبر عنهم.
قال سيبويه : " والقوافي مجرورة".
وقد أنكر المبرد احتجاجه بجر القوافي على خفض قيل ، يذكر أنه يجوز أن تكون القافية موقوفة وتكون اللام من قبل مفتوحة ، فيقول : " من قيل".
وقال : قال سيبويه : وفي الحكاية ، قالوا : مذ شبّ إلى دبّ. وإن جعلتهما اسمين قلت : مذ شبّ إلى دبّ".
وهذا مثل ، كأنه قال : مذ وقت الشباب إلى أن دب على العصا من الكبر.
وفصل سيبويه بين : " أبي جاد" و" هوز" و" حطي" ، فجعلهن عربيات ، وبين البواقي فجعلهن أعجميات.
وكان المبرد يجوز أن يكن كلهن أعجميات.
وقال بعض المحتجين لسيبويه : إنما جعلهن لأنهن مفهومات المعاني في كلام العرب ، وقد جرى" أبو جاد" على لفظ لا يجوز إلا أن يكون عربيا ، تقول : " هذا أبو جاد" ، و" رأيت أبا جاد" و" مررت بأبي جاد".
قال الشاعر :
* أتيت مهاجرين فعلموني |
|
ثلاثة أحرف متتابعات |
وحطوا لي أبا جاد وقالوا |
|
تعلم صعفصا وقريشيات (١) |
و" جاد" في قولك : أبو جاد مشتق من جاد يجود ، أو من الجواد وهو العطش ، أو من قولهم : جودا له أي : جوعا له.
و" هوّاز" : مأخوذ من هوز الرجل وقوز إذا مات أو من قولهم : ما أدري أي الهوز هو ، أي : أي الناس هو. وحطي : من حط يحط.
والذي يقول : إنها أعجميات غير مبعد إن كان يريد بذلك أن الأصل فيها العجمة ؛
__________________
(١) شرح الشواهد ٢ / ٣٦ ، والسيرافي في شرحه ٤ / ١١٤.