* حالت وحيل بها وغير آيها |
|
صرف البلى تجري به الرّيحان |
ريح الجنوب مع الشمال وتارة |
|
رهم الرّبيع وصائب التهتان (١) |
فأضاف إلى" الجنوب" ولو كانت صفة لم يضف إليها ؛ لأن الشيء لا يضاف إلى صفته كما لا يضاف إلى نفسه ، فعلى هذا إذا سمي بها رجل لم تصرف ، لأنها اسم لمؤنث سمي به مذكر.
يصف دارا خلت من أهلها حولا ، وحيل بها ، أي : غيرت والمعنى : أحيلت ، وعاقبت الباء الهمزة. وآيها : علاماتها ورسومها. والبلى : تقادم العهد. ثم ذكر أن الرياح تعاقبت عليها فمحت آثارها ، وكذلك الأمطار ، وهي : الرهم. والتهتان : الغزير السائل من المطر.
وقال سيبويه في سعاد وأخواتها إنها اشتقت ، وكذلك عناق وعمان.
ومعنى قوله : " اشتقت" ، أي : استؤنفت لهذه الأشياء واختصت بها ولم تكن من قبل أسماء لأشياء أخر فنقلت إليها ، كأنها اشتقت من السعادة ، وزيد عليها ما زيد ليوضع اسما لشيء بعينه ، وكذلك أخواتها ، كما أن" عناق" أصله من العنق وزيدت فيه الألف ، فوضع لهذا الجنس.
هذا باب تسمية المؤنث
اعلم أن النحويين مجمعون على صرف المؤنث الساكن الأوسط وترك صرفه.
وكان الزجاج يخالفهم وحجته أن السكون لا يغير حكما أوجبه اجتماع علتين تمنعان الصرف.
والقول ما قاله النحويون لأن إجماعهم عليه لم يكن إلا لشهرة ذلك في كلام العرب مع أنهم قد أسقطوا لقلة الحروف أحد الثقلين وذلك إجماعهم في نوح ولوط أنهما مصروفان وإن كانا أعجميين معرفتين لنقصان الحروف ، فمن حيث وجب هذا في الأعجمي ، وجب في المؤنث لنقصان الحروف والحركة.
واعلم أن سيبويه يجعل ثقل المذكر إلى المؤنث لما كان خلاف الموضوع من كلام العرب ، والمعتاد من ألفاظهم ثقلا يعادل به نهاية الخفة التي بها صرف من صرف" هندا".
وكان عيسى بن عمر يرى صرف ذلك أولى ، وإلى هذا ذهب المبرد ؛ لأن زيدا وأشباهه إذا سمي به مؤنث فأقل أحواله أن يصير مؤنثا فيثقل بالتأنيث ، وكونه خفيفا في الأصل لا يوجب له ثقلا أكثر من الثقل الذي في أصل المؤنث.
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٢١ ، الكامل ٣ / ٦٣ ، شرح النحاس ٣١١ ، شرح السيرافي ٤ / ١٠١ ، المسائل البغداديات ٣٦٣.