فقوله : غير أن ، بمنزلة : إلا أن.
والأوقال : جمع وقل وهو من توقل الجبل إذا صعد فيه. ويروى منها أي : سمعت حمامة فامتنعت من الشرب.
قال : " وبعض العرب ينصب غير" والعلة في ذلك أنه لما أضافها إلى غير متمكن بناها وموضعها رفع. كما قال النابغة :
* على حين عاتبت المشيب على الصبا (١)
فبناها لإضافتها إلى فعل مبني.
هذا باب ما لا يكون المستثنى فيه إلا نصبا
لأنه مخرج مما أدخلت فيه غيره
وقد تقدم تفسير أكثر هذا الباب في تضاعيف الأبواب المتقدمة وسائره مفهوم إن شاء الله.
هذا باب ما تكون فيه" إلا" وما بعدها
وصفا بمنزلة غير ومثل
وذلك قولك : لو كان معنا رجل إلا زيد لغلبنا .. وقال تبارك وتعالى : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) [الأنبياء : ٢٢]
اعلم أن البدل لا يكون في" لو" بعد" إلا" ، لأنها في حكم اللفظ ، تجري مجرى الموجب ، وذلك أنها شرط بمنزلة" إن". ولو قلت : إن أتاني أحد إلا زيد خرجت ، لم يجز ، لأنه يصير في التقدير : إن أتاني إلا زيد خرجت ، كما لا يجوز : أتاني إلا زيد فهذا وجه من الفساد.
ووجه آخر من فساده : أنه إذا قال : لو كان معنا إلا زيد لهلكنا وهو يريد : الاستثناء لكان محالا ، لأنه يصير في المعنى : لو كان معنا زيد لهلكنا ، لأن البدل بعد إلا في الاستثناء موجب.
وأنشد لذي الرمة :
* أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة |
|
قليل بها الأصوات إلا بغامها (٢) |
كأنه قال : قليل بها الأصوات غير بغامها ، أي : الأصوات التي هي غير بغام الناقة قليلة
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٦٩ ، معاني القرآن ٣ / ٢٤٥ ، الكامل ١ / ١٨٥ ، شرح النحاس ٢٤٧ ، المسائل البغداديات ٣٣٧ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٥٣ ، المنصف ١ / ٥٨ ، شرح المفصل (٣ / ١٦ ، ٤ / ٩١) ، أوضح المسالك ٢ / ١٩٨ ، مغني اللبيب ٢ / ٦٧٢ ، شرح شواهده ٢ / ٨٨٣ ، الهمع ١ / ٢١٨ ، الخزانة ٦ / ٥٥٠ ، المقاصد النحوية ٣ / ٤٠٦.
(٢) ديوانه ٦٣٨ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٧٠ ، المقتضب ٤ / ٤٠٩ ، شرح النحاس ٢٤٧ ، وشرح الرماني (٣٠٧ ، ٤٠٣) ، مغني اللبيب (١ / ١٠٠ ، ٤١٧) ، شرح شواهد المغني (١ / ٣٩٤ ، ٢ / ٧٢٩) ، الهمع ١ / ٢٢٧ ، حاشية الصبان ٢ / ١٥٦ ، الخزانة ٣ / ٤١٨ ، اللسان (بغم) ١٢ / ٥١.