* عزمت على إقامة ذي صباح |
|
لشيء ما يسود من يسود (١) |
فجعل سيبويه «ذا صباح بمنزلة ذات مرة» و «ذات ليلة» واستدل بتمكن ذي صباح وحفظه في هذه اللغة على تمكن «ذات مرة» وذات ليلة فيها ـ يصف أنه أقام في الصباح وهو وقت الغارة لقوته وإدراكه لمطلوبه فهو لا يعترض عدوا بل يجاهره.
قال «وليس يجوز في هذه الأسماء التي لم تمكن من المصادر التي وضعت للحين وغيرها من الأسماء أن تجري مجرى يوم الجمعة وخفوق النجم ونجومهما».
إن قال قائل : هل ذكر سيبويه مصدرا غير متمكن في ما تقدم من الكتاب؟ ففي ذلك جوابان :
ـ أحدهما عن المبرد أنه لم يذكر مصدرا غير متمكن ولكنه قدم هذا ليعلمك أن المصادر إذا لم تتمكن لا يتسع فيها نحو «سبحان» لا يجوز جئتك زمن سبحانه ، كما تقول : جئتك زمن تسبيحه.
ـ والجواب الثاني أن يكون عني صباح مساء ؛ لأنه من لفظ المصدر فهما بمنزلة الإصباح والإمساء كما كان الكلام بمنزلة التكليم.
قوله فيما انتصب من صفات المصادر إذا حذفت المصادر : «فالنصب في ذا على أنه حال» إلى قوله «لأنه ليس بحين يقع فيه الأمر».
يعني أنك إذا قلت : سير عليه شديدا ، فالوجه أن تنصبه على الحال من السير وهو مضمر في سير ولا يحسن رفعه ؛ لأنك لم تأت بالموصوف فضعف.
ومعنى قوله : «وليس بحين يقع فيه الأمر» يعني صفة المصدر ليست بمنزلة : ملى وقريب.
هذا باب ما يكون من المصادر مفعولا فيرتفع
كما ينتصب إذا شغلت الفعل به وينتصب
إذا شغلت الفعل بغيره
معنى هذا الكلام أنك إذا قلت : سير بزيد سيرا شديدا ، فقد شغلت الفعل بزيد فانتصب المصدر لاشتغال الفعل بغيره وترتيب الكلام : «فيرتفع إذا شغلت الفعل بغيره» يعني أنه مصدر مفعول في حال الرفع ، كما أنه في حال النصب.
قال : «وتقول على قول السائل : كم ضربة ضرب به؟» إلى قوله «فتقول ضرب به ضربتان».
__________________
(١) شرح الأعلم ١ / ١١٦ ، المقتضب ٤ / ٣٤٥ ، شرح النحاس ١١٥.