والمرفوع والموضوع والمعقول كالرفع والوضع والعقل.
وكلام سيبويه يدل على أنّها غير مصادر ، وأنها مفعولات ، فجعل المعسور والميسور زمانا يعسر فيه وييسر ، كما تقول : هذا وقت مضروب فيه زيد.
وجعل المرفوع والموضوع هو الشيء الذي تضعه وترفعه ، وتقول : هذا مرفوع ما عندي وموضوعه ، أي ما أرفعه وأضعه.
وجعل المعقول مشتقّا من قولك : عقل له ، أي : شد له وحبس ، فكأن عقله قد حبس له وشد ، واستغنى بهذه المفعولات التي ذكرها عن الذي يكون مصدرا لأن فيها دليلا على المفعل. فاعلم ذلك.
هذا باب ما لا يجوز فيه ما أفعله
قوله في هذا الباب : " وإنما دعاهم إلى ذلك أن هذا البناء داخل على الفعل" إلى قوله : " فلما كان مضارعا للفعل موافقا له في البناء كره فيه ما لا يكون في فعله".
يريد : أن الذي دعاهم إلى أن لا يقولوا : أفعل منه في ما لا يقولون فيه : ما أفعله ، أن أفعله : فعل.
فإذا كان يمتنع في الفعل فهو في الاسم أشد امتناعا لأن أصل البناء للفعل.
ومما يدل على أن أصله للفعل أن كل فعل مستقبله على يفعل فهو للمتكلم على أفعل مثل أذهب وأصنع.
قوله : ولا تكون هذه الأشياء في مفعال ولا فعول.
إلى قوله : ولا تريد أن تجعله بمنزلة كل من وقع عليه قاتل" وحسن"
يعني : أن مفعالا وفعولا ، وإن كان فيهما معنى المبالغة ، فليس يجريان مجرى أفعل في المواضع التي ذكرها في معنى ما أفعله.
واعلم أن سيبويه لما ذكر" أحمر" و" أبيض" وما كان من" أفعل" لونا وخلقة وأبطل فيه التعجب ، ذكر ما كان على أفعل مما يجوز فيه التعجب. وفصل بينه وبين ما كان لونا وخلقة نحو : الأحمق والأنوك والأرعن ، فجعل ذلك بمنزلة الجهل ، وأنه كان حقه في الأصل أن يجيء مثل : بليد وجاهل ، وما كان نحو ألد وهو الشديد الخصومة بمنزلة العاقل واللسن وما أشبه ذلك.
فأجازوا فيها التعجب كما تقول : ما أبلده وما أجهله وما أشجعه وما ألسنه وشبه قولهم : ما أهوجه بقولهم : ما أجنّه ـ فاعلمه.
هذا باب ما يستغنى فيه عن ما أفعله بما أفعل فعله
وذلك في الجواب : ألا ترى أنك لا تقول : ما أجوبه ، إنما تقول : ما أجود جوابه.