يريد : أن معنى تهيبه : معنى هابه ، ولم يبن على تفعل لزيادة معنى في فعل ، كما أن استعليته لم يزد معناه على علوته.
ومعنى قوله : " إنه حصر" يريد : أن الهيبة حصر للإنسان عن الإقدام.
قوله : " وأمّا التعمّج والتّعمّق ، فنحو من هذا" يريد : أنّه مثل" يتجرّع" ، ويتفوق في أنّه يصل شيئا بعد شيء. وهو مأخوذ من الفواق.
وفرق سيبويه بين كسب واكتسب في الباب الذي بعد هذا.
وقال غيره : لا فرق بينهما ، قال الله عز وجل :
(لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ) [البقرة : ٢٨٥] والمعنى واحد.
وأنشد في آخر الباب لذي الرمة :
* تعرض إعراضا لدين المفتن
وليس بشاهد لما تقدم مما يلي البيت.
وقال بعض النحويين : يريد أن المفتن والمفتون واحد.
يقال : فتن وأفتن فجاء هذا كما جاء : قلع واقتلع ، وجذب واجتذب.
وأنشد في الباب قبل هذا لحاتم الطائي :
* تحلّم على الأدنين واستبق ودّهم |
|
ولن تستطيع الحلم حتّى تحلّما (١) |
أنشد هذا لأن معنى تفعل عنده : أراد أن يدخل نفسه في أمر حتى يكون من أهله.
فمعنى تحلم عن الأدنين : استعمل الحلم عنهم إذا جهلوا عليك ، واستبق ودهم بالعفو عنهم والإغضاء على جهلهم.
ثم ذكر أن الإنسان لا يعرف بالحلم ولا ينسب إليه حتى يستعمله إذا جهل عليه. فقال : ولن تستطيع الحلم حتى تستعمله إذا جهل عليك فقال : ولن تستطيع الحلم حتى تحلما.
هذا باب افعوعلت وما كان على مثاله ممّا لم نذكره
هذا الباب مفهوم من كلامه إن شاء الله.
هذا باب مصادر ما لحقته الزّوائد
قوله : وأما الذين : كذابا ، فإنهم قالوا : تحمّلت تحمالا ، أرادوا دخول الألف كما أدخلوها في أفعلت واستفعلت
يعني : أنّهم لو أتوا بحروف الفعل بنفسها ، وزادوا قبل آخرها ألفا وكسروا أولها كما
__________________
(١) ديوان حاتم ١٠٨ وبه تحمل ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٢٤٠ ، شرح النحاس ٣٢٩ ، شرح السيرافي ٦ / ١٣٠ ، شرح المفصل ٧ / ١٥٧ ، مغني اللبيب ٢ / ٨٨٠ ، شرح شواهد المغني ٦ / ٩٥١ ، الخزانة ٣ / ١٢٤ ، أساس البلاغة حلم ٩٤ ، اللسان حلم ١٢ / ١٦.