الماذي : الدروع. ويحفزه : يرفعه ويشمره. والمشرفي : [السيف] والغاب : الرماح وأصله الغيضة ، ضربة مثلا لكثرة الرماح. والحصد : المقطوع وهو أيضا الملتف
وأنشد للسليك بن السلكة :
* تراها من يبيس الماء شهبا |
|
مخالط درة منها غرار (١) |
فإن قال قائل : لم احتج بقوله : مخالط درة وهو مضاف إلى نكرة فنعت بنكرة لأنه نكرة ، ولو كان مضافا إلى معرفة وهو نعت لنكرة لعلم أن إضافته غير صحيحة لما فيها من نية التنوين والنصب؟.
فالجواب : أنه لما رفع ما بعده كان كالفعل له ، فكأنه قال : يخالط درة منها غرار.
ولو كان في تأويل الماضي وكانت إضافته صحيحة للحق بالأسماء ولم يجر على ما قبله نعتا ، ولا رفع ما بعده ، ألا ترى أنك لو قلت : رأيت رجلا غلام امرأة أبوه ، لم يجز إلا بالرفع على معنى أبوه غلام امرأته.
فكذلك لو كان : مخالط درة لمعنى المضي لرفعه وجعله خبرا عما بعده ولكنه قدر في : مخالط التنوين ثم حذفه تخفيفا.
يصف خيلا. والماء : العرق ، فإذا يبس صار أشهب والدرة الدفعة من العرق والغرار : ذهاب الشيء وقلته. يريد أن ذلك العرق يبس عليها فتصير كأنها لم تعرق.
وأنشد للمرار الأسدي :
* سل الهموم بكل معطي رأسه |
|
ناج مخالط (صهبة) متعيس (٢) |
مغتال أحبله مبين عنقه |
|
في منكب زين المطي عرندس |
يريد : معطي رأسه ، أي : منقاد. ومتعيس يضرب إلى البياض يصف جملا.
ومغتال : أي واسع الجوف ، فيغتال أحبله ، أي يستغرقها ويستوفيها كلها حتى لا يبطل منها شيء لسعة جوفه ، وأراد بالأحبل : اتساع الرحل وهي مثل الحزام للسرج. وأصل الاغتيال : الذهاب بالشيء. وزين : دفع يصفه بالسرعة في السير. وعرندس : شديد.
هذا باب ما جرى مجرى الفاعل .. في اللفظ لا في المعنى
أنشد في هذا الباب للشماخ :
* رب ابن عم لسليمي مشمعل |
|
طباخ ساعات الكرى زاد الكسل (٣) |
فهذا وجه الإنشاد بالنصب للزاد ، وإضافة طباخ إلى ساعات الكرى.
__________________
(١) ديوان الفرزدق ٢ / ٧٣٧ ، شرح الأعلم ١ / ٨٤ ، شرح النحاس ١٠٧.
(٢) شرح الأعلم (١ / ٨٥ ـ ٢١٢) ، شرح النحاس ١٠٩ ، شرح السيرافي ٢ / ٧٦٩.
(٣) ديوان الشماخ ١٠٩ ، شرح النحاس ٤٥ ، شرح السيرافي ٢ / ٧٨٠.