بسم الله الرحمن الرحيم
( ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى والى الله عاقبة الامور ).
فوجثنا ـ ونحن نعد فهارس هذا الجزء ـ باعظم كارثة اصالت الامة الاسلامية وذلك بفقد زعيمها الاكبر وكرجعها الاعلى سماحة آية الله العظمى الامام الحكيم.
فقي الساعة الثانية والنصف غروبية من ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من ربيع الاول سنة ١٣٩٠ أسلم وجهه لله وهو محسن فسكن بذلك القلب الكبير بعد أن ظل اكثر من ربع قرن وهو عمر زعامته الكبرى يخفق بامال أمته والامها وسكنت تلك اليراعة المبدعة التي خلدت ـ فيما خلدت ـ فيما خلدت ـ هذه الموسوعة الفقهية الكبيرة ( مستمسك العروة الوثقى ) التي عبدت لسالكي طريق الاجتهاد نهجه القويم ، وجددت لمذهب اهل البيت عليهمالسلام منهاجه الواضح ، فاستحق مؤلفها طاب ثراه بذلك لقب مجدد المذهب في هذا القرن.
وقد هز نعيه ارجاء العالم الاسلامي من أقصاه الى اقصاه وكان يوم نعيه يوما مشهودا في جميع اقطار دنيا الاسلام ، وقد شيعته بغداد باوعة لم يشهد لها في تاريخها نظير ، وواكبته عشرات المواكب ومئات الالوف من الناس الى مثواه الاخير في النجف الاشراف حيث دفن في جوار مكتبته العامرة جنب الجامع الهندي يوم الاربعاء مساء ، وما تزال المناحات قائمة عليه في جل البلاد وقد شارفت ذكراه الاربعينية.
رحمك الله ياأبا يوسف فقد عز بك الاسلام حيا وميتا وانا الله وانا اليه راجعون. ومن أحسن دنيا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم حنيفا. بلى من اسلم وجهه لله وهو محسن فله اجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.