الثاني : أن يقف الإمام في وسط الصف [١].
الثالث : أن يكون في الصف الأول أهل الفضل : ممن له مزية [٢] في العلم ، والكمال ، والعقل ، والورع ، والتقوى ،
______________________________________________________
والنصوص المذكورة لا تصلح لرفع اليد عنه. وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك في مسألة تقدم الامام.
ومما ذكرنا يظهر الوجه فيما تسالم عليه الأصحاب ـ ظاهراً ـ من حمل النصوص على الفضل على خلاف ظاهرها في بدء النظر. والله سبحانه أعلم.
[١] كما حكي عن جماعة ، منهم العلامة والشهيدان. واستدل عليه في محكي المنتهي بما رواه الجمهور : « وسطوا الامام ، وسدوا الخلل » (١). وهو كاف في الاستحباب ، بناءً على التسامح. ولا ينافيه مرفوع علي بن إبراهيم : « رأيت أبا عبد الله (ع) يصلي بقوم ـ وهو الى زاوية في بيته بقرب الحائط ـ ، وكلهم عن يمينه ، ليس على يساره أحد » (٢) لإمكان دعوى : إجماله ، لأنه حكاية حال.
[٢] إجماعا صريحا وظاهراً ، محكياً عن جماعة. لخبر جابر عن أبي جعفر (ع) : « ليكن الذين يلون الامام منكم أولو الأحلام والنهى ، فان نسي الإمام أو تعايا قوموه. وأفضل الصفوف أولها ، وأفضل أولها ما دنا من الامام » (٣). ولكنه أخص من المدعى ، إذ الفضل لا يختص بالحلم والنهية ، وهما : العقل ، كما أن ولاء الامام لا يعم تمام الصف. فالعمدة ـ في عموم الدعوى ـ : الإجماع المدعى. وأما ذيل الخبر ـ ومثله ما تضمن أن الصلاة في الصف الأول كالجهاد في سبيل الله ، كخبر أبي سعيد
__________________
(١) كنز العمال ج : ٤ حديث : ٢٩٠٦ في مسألة تسوية الصفوف.
(٢) الوسائل باب : ٢٣ من أبواب صلاة الجماعة حديث : ٦.
(٣) ورد صدر الرواية في الوسائل باب : ٧ من أبواب صلاة الجماعة حديث : ٢ ، وذيله في باب : ٨ من أبواب صلاة الجماعة حديث : ١.