درهما ومائة درهم ، فيكون بعضه منصوبا وبعضه مخفوضا كما كان في ذلك.
قال : وإذا ضاعفت أدنى العقود كان له اسم من لفظه إلى قوله ويكون حرف الإعراب الواو والياء وبعدهما النون يعني العشرين.
فإن قال قائل : ما هذه الكسرة التي لحقت أول العشرين؟ وهلا جرت على عشرة أو عشر؟ فإن الجواب في ذلك : أن عشرين لما كانت واقعة على الذكر والأنثى ، كسروا أولها للدلالة على التأنيث وجمع بالواو والنون للدلالة على التذكير ، فتكون آخذة من كل واحد منهما بتأثير.
ـ وعلة أخرى في كسر أول العشرين أنه لما وضعوا العشرين مكان تثنية العشرة صار بمنزلة اثنين وثنتين فكسروا أوله كما كسروا أولها ...
وأنشد على تنوين المائة ونصب ما بعدها :
* إذا عاش الفتى مائتين عاما |
|
فقد ذهب اللذاذة والفتاء (١) |
فأثبت النون ضرورة ، فنصب ما بعدها.
وقال آخر
* أنعت عيرا من خنزره |
|
في كل عير مائتان كمره (٢) |
واعلم أن مائة ناقصة بمنزلة «رئة» فلذلك جمعت بالواو والنون ؛ لأنهم يخصون المنقوص من المؤنث بهذا الجمع كثيرا .. وقد تجمع بالألف والتاء.
فأما قول الشاعر :
* وحاتم الطائي وهاب المئي (٣)
ـ فقال بعضهم أراد جمع المائة على الجمع الذي بينه وبين واحده الهاء فكأنه قال مائة ومئي ، ثم أطلق القافية للجر.
ـ وقال بعضهم أراد المئي وكان أصله المئي على مثال فعيل فكسرت الميم ؛ لأن بني تميم يكسرون الفاء من «فعيل» إذا كانت العين أحد حروف الحلق ، كقولهم : شعير ورحيم ، ونظير هذا من الجمع بعير وكليب وعبيد. فمئي على هذا القول مشددة ويجوز تخفيفها في القافية المقيدة.
ـ وقال بعضهم إنما هو مئين فاضطر إلى حذف النون كقوله :
* قواطنا مكة من ورق الحمي
__________________
(١) الكتاب ١ / ١٠٦ ، المقتضب ٢ / ١٦٦ ، شرح السيرافي ٢ / ٩١١ ، المقتصد ٢ / ٧٤٣.
(٢) شرح الأعلم ١ / ١٠٦ ، شرح النحاس ٧٠ ، شرح السيرافي ٢ / ٩١١ ـ ٩٢١.
(٣) نوادر أبي زيد (٩١ ـ ٣٢٢ ـ ٣٢٤) ، الخصائص ١ / ٣١١.