وقوله : " وإنما جعل الإدغام في التاء وأخواتها أضعف".
يعني بأخواتها : الطاء والدال.
وفي الظاء وأخواتها أقوى.
وأخوات الظاء : الذال والثاء ؛ لأن اللام لا تسفل إلى أطراف اللسان ، كما لم تفعل ذلك الطاء وأخواتها ، وهذا الذي ذكره إذا اختبرت ذلك في الوقف عليها على اعتلال إخراجها مع طرف اللسان ملصقا بها فوق أصول إحدي الرباعيتين ، وإحدى الثنيتين العليتين غير نازلة إلى الثنايا والرباعيات أو منحرفة إلى الناب أمكن ذلك.
والطاء والتاء والدال من طرف اللسان وأطول الثنايا العلا.
والظاء والثاء والذال من طرف اللسان وأطراف الثنايا.
فعلم أن اللام أقرب إلى الطاء وأختيها ؛ لأنهن اشتركن في أن لم ينزلن إلى أطراف الثنايا.
والذي جوّز الإدغام : اشتراكهما في طرف اللسان ، فهذا الذي ذكره سيبويه من تقوية إدغام اللام في الطاء وأختيها على إدغامها في الظاء وأختيها.
وقد سوّى بين : الطاء والدال والتاء ، وبين : الصاد والسين والزاي.
والصاد وأخواتها أسفل من الطاء وأختيها ، وهما أبعد من اللام من الطاء وأختيها ، فكان ينبغي أن يكون الإدغام في الصاد أضعف.
وللمحتج عن سيبويه أن يقول : إن الصاد والسين والزاي من حروف الصفير ولهن قوة في باب الإدغام حتى يدغم فيهن غيرهن ، ولا يدغمن في غيرهن.
فمن أجل ذلك ألحقهن ـ في إدغام اللام فيهن ـ بما قرب.
وذكر أن إدغام اللام مع الشين أضعف من إدغامها مع سائر الحروف ، وجوزه مع ضعفه.
وأنشد لطريف بن تميم العنبري :
* تقول إذا استهلكت مالا للذّة |
|
فكيهة هشّيء بكفّيك لائق (١) |
يريد : هل شيء فأدغم اللام في الشين.
وأنشد محتجا لإدغامها في التاء ، لمزاحم العقيلي :
* فذر ذا ولكن هتّعين متيّما على |
|
ضوء برق آخر اللّيل ناصب (٢) |
أراد : " هل تعين".
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٤١٧ ، شرح السيرافي ٣ / ٤١٢ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٤١٧ ، الممتع ٢ / ٦٩٤ ، شرح المفصل ١٠ / ١٤١ ، اللسان ليق ٢ / ٣٣٤.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٤١٧ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٤٢٢ ، شرح المفصل ١٥ / ١٤١ ، ١٤٢.