النون المتحركة مع الحروف التي تخفى النون معها : السين والقاف والكاف وسائر حروف الفم سوى ما تدغم فيه.
ومعنى قوله من قبل : " أنها لا تحوّل حتى تصير من مخرج الذي بعدها".
أي : لا تحول النون مع السين وسائر حروف الفم ، كما تحول مع الستة الأخرى وهي : الراء واللام ، والنون والميم والياء والواو.
قال : " وإن قيل لم يستنكر.".
يريد : لو أسكنت النون المتحركة مع الحروف التي تخفى قبلها من حروف الفم لم يستنكر ذلك.
قال : " لأنهم يطلبون ها هنا من الاستخفاف ما يطلبون إذا حولوها".
يريد : أنّهم يطلبون التخفيف بإخراج النون من الخيشوم مع حروف الفم ، فغير مستنكر أن يسكنوا النون المتحركة ليحصل لهم خروجها من الخيشوم وخفاؤها كما يسكنونها إذا أرادوا إدغامها فيحولونها إلى جنس ما تدغم فيه.
ومعنى قوله : فلم يحتمل عندهم حرف ليس من مخرجه غيره للمقاربة أكثر من هذه الستة.
يريد لم يحتمل ـ وهي حرف ليس من مخرجه غيره ـ قلبها قبل حرف سوى هذه الأحرف الستة من المقاربة المناسبة.
وفرق سيبويه بين إدغام التاء في الدال ، وإدغام النون في الراء واللام ، فجعل إدغام التاء في الدال أقوى لأن كل واحد منهما يدغم في الآخر ، والراء لا تدغم في النون ، وإدغام اللام فيها ليس بالقوي ، وهما جميعا من الفم ، وصوتهما منه ، والنون ليست كذلك لأن فيها غنة.
ومعنى قوله : " كما ثقلت التاء مع الدال في ودّ وعدّان"
يريد : في وتد وعتدان فأدغموا.
وقوله : " وإنما احتمل ذلك في الياء والواو"
يعني : احتمل بيان النون معهما في كلمة نحو : كنية وقنر.
وقوله : وليس حرف من الحروف التي تكون النّون معها من الخياشيم يدغم في النون إلى قوله : " فلم يحتمل أن تصير من مخارجهن".
اعلم أنّهم جعلوا الإدغام في النون ضعيفا لخروجها مرة من الفم ومرة من الخيشوم ، وصار ذلك طريقا لإدغامها في ما يعد من مخرجها ، وقلبها إلى غيرها من غير إدغام كنحو قلبها في : عنبر ، ومن بك ، فلم يدغموا فيها شيئا من الحروف التي معها من الخياشيم لبعدهن منها ، ولا النون تدغم فيهن لبعدها منهن.