ذكر الرجل ، ومعنى الآكل الأسلاء : أنه يصل إلى الولد فجعله آكلا للأسلاء لوصوله إليها.
وليس هذا بشيء.
قال سيبويه : زعم يونس أنه سمع الفرزدق ينشد :
* كم عمة لك يا جرير وخالة |
|
فدعاء قد حلبت على عشاري |
شغارة تقذ الفصيل برجلها |
|
فطارة لقوادم الأبكار (١) |
أراد أن عمته وخالته راعيتان ، ألا تراه وصفهما بالحلب.
وفدعاء ناتئة القدم ، وهي المتقاربة العقبين أيضا والعشار : جمع عشراء وهي الناقة التي بلغت عشرة أشهر من حملها ، وربما سميت بذلك بعد النتاج وقوله : شغارة : منصوب على الذم والمعنى أنها ترفع رجلها لتضرب الفصيل فتقذه ، أي : تدق عنقه وتكسره إذا أراد الرضاع ، وهو من قولهم : شغر الكلب برجله إذا رفعها ليبول.
وقوله : فطارة ، أي : تحلب فطرا ، وهو الحلب بالسبابة والوسطى وتستعين بطرف الإبهام ـ والقوادم : الأخلاف المتقدمة من الضرع ، والأبكار : جمع بكر ، وهي التي وضعت أول بطن ، وإنما وصفها بهذا الضرب من الحلب ، لأنه لا يمكن حلبها صبا ، لأن أخلافها صغار قصار.
وأنشد أيضا :
* طليق الله لم يمنن عليه |
|
أبو داود وابن أبي كثير |
ولا الحجاج عيني بنت ماء |
|
تقلب طرفها حذر الصقور (٢) |
فنصب عيني بنت ماء على الذم.
يصف أن الحجاج جبان يحدد طرفه من الفزع كبنت ماء ، أي كطائر من طيور الماء إذا نظر إلى صقر.
قال : وأما قول حسان بن ثابت :
* حار بن كعب إلا أحلام تزجركم |
|
عنا وأنتم من الجوف الجماخير؟ |
لا بأس بالقوم من طول ومن عظم |
|
جسم البغال وأحلام العصافير (٣) |
__________________
(١) ديوان الفرزدق ٢ / ٤٥١ ، الكتاب ١ / ٢٥٣ ، المقتضب ٣ / ٥٨ ، شرح النحاس ١٨٤.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢٥٤ ، البيان والتبيين ١ / ٣٨٦ ، شرح النحاس (١٨٤ ، ١٨٥) ، شرح السيرافي ٣ / ٣٨٧ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٦ ، فرحة الأديب ١٣٢.
(٣) ديوان حسان ٢١٣ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢٥٤ ، شرح النحاس ١٨٥ (عنا) شرح السيرافي ٣ / ٣٨٨ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٥٥٤ ، شرح المفصل ٢ / ١٠٢ ، شرح شواهد المغني ١ / ٢١٠ ، الخزانة ٤ / ٧٢ ، المقاصد النحوية ٢ / ٣٦٢ ، اللسان (جوف) ٩ / ٣٥ (قوا) ١٥ / ٢٠٨.