استشهد به على أن" إذا" لا يجزم الفعل بعدها وإن كان فيها معنى الجزاء للعلة التي ذكرها عن الخليل.
يصف ناقته فيقول : إذا شدها بالرحل جنحت إليه وأصغت نحوه ، ولا تتعصب عليه ، لأنها قد ذلت وتأدبت ، فإذا استوى غرزها جعلت تثب وتسرع في سيرها. (والغرز) للرحل مثل : الركاب للسرج.
وأنشد في مثل هذا :
* إذا ما الخبز تأدمه بلحم |
|
فذاك أمانة الله الثريد (١) |
فرفع ما بعد" إذا" ولم يجازيها.
وأنشد لقيس بن الخطيم الأنصاري :
* إذا قصرت أسيافنا كان وصلها |
|
خطانا إلى أعدائنا فنضارب (٢) |
فجازى" بإذا" ضرورة ، و" قصرت" : في موضع جزم" بإذا" ، وكان جوابها وموضعها جزم ، فعطف" فنضارب" على موضعها ، وكسر للوصل بعد الوقف على ما يجب في القوافي ، ولو أن القافية مرفوعة لرفع" نضارب" ولم يكن في البيت ضرورة.
يصف أنهم يقدمون على الأقران في القتال ، فسيوفهم ـ وإن قصرت عن حد المضاربة بها ـ فخطاهم لها كالوصل الزائد فيها المطول لها.
وأنشد للفرزدق في مثل هذا :
* ترفع لي خندف والله يرفع لي |
|
نارا إذا خسرت نيرانهم تقد (٣) |
فجزم" تقد" على الجزاء. وخندف : قبيلة.
يقول : ورثتني خندف شرفا باقيا مشهورا كشهرة النار المرفوعة للطارق ، فإذا ذهب شرف هؤلاء وخفي ، ظهر شرفي وتبين.
وأنشد لبعض السلوليين في مثل هذا :
* إذا لم تزل في كل دار عرفتها |
|
لها واكف من دمع عينك يسجم (٤) |
__________________
ـ ابن السيرافي ٢ / ١١٩ ، شرح المفصل (٧ / ٤٧ ، ٤ / ٩٧).
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٤٣٤ / ١ ، شرح النحاس ٣٢٤.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٣٤ ، المقتضب ٢ / ٥٥ ، شرح السيرافي ٤ / ٣٩٥ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ١٣٧ ، شرح الحماسة للأعلم ١ / ٤٨.
(٣) ديوان الفرزدق ٢١٦ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٣٤.
(٤) ديوان جرير ١ / ٢٠ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٤٣٤ ، شرح السيرافي ٤ / ٣٩٦ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ١٣١ ، الخزانة ٧ / ٢٢.