فلم يصرف" عاد" لأنه سمى به القبيلة ، وكذلك" تبع".
ومثله :
* لو شهد عاد في زمان عاد |
|
لا بتزّها مبارك الجلاد (١) |
فصرف ولم يصرف ، يقول لو شهد عادا في زمانها فلقيها محاربا لها لسلبها في مواضع الجلاد بالسيف.
قال : " وتقول هذه ثقيف بن قسيّ. فتجعله اسم الحيّ وتجعل الابن وصفا كما تقول كل ذاهب وهو واحد فأجراه على لفظ كل ، لا على معناه.
وقال الشاعر في وصف الحي بواحد :
* بحيّ نميريّ عليه مهابة |
|
جميع إذا كان اللّئام جنا دعا (٢) |
فوصف" الحي" بنميري حملا على اللفظ ، يصف أن هذا الحي معظّم مهيب مجتمع عند أمر ينوب إذا كان اللئام متفرقين عند النائبة لا يجتمعون لدفعها.
وأنشد :
* سادوا البلاد وأصبحوا في آدم |
|
بلغوا بها بيض الوجوه فحولا (٣) |
فجعل" آدم" اسم قبيلة ، فسماها باسم أبيها ؛ لأن آدم أبو القبائل كلها ، وقال : " بلغوا بها بيض الوجوه" فأنث وجمع وصرف" آدم" للضرورة.
قال : " وكان أبو عمرو لا يصرف سبأ يجعله اسما للقبيلة".
وأنشد للنابغة الجعدي :
* من سبأ الحاضرين مأرب إذ |
|
يبنون من دون سيله العرما (٤) |
فلم يصرف" سبأ" ، لأنه أراد القبيلة. ومأرب : اسم أرض. والعرم : السكر وهو السد.
وقال في الصرف للنابغة أيضا :
* أضحت ينفّرها الولدان من سبأ |
|
كأنهم تحت دفّيها الدّحاريج (٥) |
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٢٧ ، إعراب القرآن ٢ / ٤٥٠ ، شرح السيرافي ٤ / ورقة ١٠٦ ، الإنصاف ٢ / ٥٠٤.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ٢٢ ، شرح السيرافي ٤ / ١٠٧ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٣١٨. اللسان (جندع) ٨ / ٦١ (جدع) ٨ / ٤٣.
(٣) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٢٨ ، شرح السيرافي ٤ / ورقة ١٠٧ ، همع الهوامع ١ / ٣٥.
(٤) ديوان النابغة ١٣٤ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٢٨ ، لم ينسب في الكتاب الكامل ابن السيرافي ٢ / ٢٤١ ، الإنصاف ٢ / ٥٠٢ ، الخزانة ١١ / ١٣٦ ، اللسان (سبأ) ١ / ٩٤ (عرم) ١٢ / ٣٩٦.
(٥) ديوان النابغة ١٢ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٢٨ ، شرح السيرافي ٤ / ١٠٧ ، الإنصاف ٢ / ٥٠٣ (دحاريج) اللسان (دحرج) ٢ / ٢٦٥.