* إذا روّح الرّاعي اللّقاح معزّبا |
|
وأمست على آنافها عبراتها (١) |
فجمع" أنفا" على آناف ، وبابه : آنف.
وهذا البيت في شعر الأعشى : على آفاقها ، ويعني بالآفاق جوانب السماء ، كنى عنها ولم يجر لها ذكر ؛ لأنه قد عرف المعنى.
وروّح : ردها من مرعاها إلى مراحها وهو موضعها الذي تروح إليه.
واللقاح : ذوات الألبان واحدتها : لقحة. ومعزبا ، أي : سعدا بها في المرعى أي : كان معزبا لها ، فلما اشتد الزمان أراحها.
وعلى رواية آفاقها يحسن" غبراتها".
ومن روى على" آفاقها" فينبغي أن يروى" عبراتها" بالعين غير معجمة أي : تسيل دموعها على أنوفها من شدة البرد ، ، ويروى : معجلا : أي يعجل إيابها إلى المراح يبادر غروب الشمس من شدة البرد.
ومعنى قول سيبويه : " ثم تطلب النظائر كما تطلب نظائر الأفعال هاهنا".
يعني : أن باب" فعل" جمعه" أفعل" في أدنى العدد ، وما كان منه على أفعال فإنما هو شيء سمع من العرب ، فحكي ، وليس من الباب ، والباب : أزند ، وأمست على آنفها.
قال : " وقد تجيء خمسة كلاب ، يراد بها خمسة من الكلاب كما تقول : هذا صوت كلاب ، أي : من هذا الجنس".
وأنشد قول الراجز :
* كأنّ خصييه من التّدلدل |
|
ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل (٢) |
فجعل سيبويه إضافة خمسة كلاب كإضافة عدد إلى جنس ، و" ثنتا حنظل"
في معنى : ثنتان من حنظل. وكان قياسه أن يقول : " حنظلتان" فجاء به على الأصل.
وحنظل : اسم الجنس في الكثير من العدد.
وقواه سيبويه بقوله : " صوت كلاب" ؛ لأنّه قد أحاط العلم أن صوتا واحدا لا يكون للكلاب ، وإنما يريد صوتا من الكلاب ، أي : من هذا الجنس.
وأنشد أيضا :
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٧٦ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٣٥٨.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٨٧ ، ٢٠٢ ، المقتضب ٢ / ١٣٥ ، المسائل البغداديات ٥١٠ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٣٢١ ، فرحة الأديب ١٥٨ ، شرح المفصل ٦ / ١٨ ، ٤ / ١٤٤ ، الخزانة ٧ / ٤٠٠ ـ شرح المقاصد النحوية ٤ / ٤٨٤ ، اللسان دلل ١١ / ٢٤٩ ، هدل ١١ / ٦٩٢ ، ثنى ١٤ / ١١٧ ، خصى ١٤ / ٢٣٠.