وأنشد :
* كأنّها من حجار الغيل ألبسها |
|
مضارب الماء لون الطّحلب اللّزب (١) |
الغيل : الماء الجاري. واللّزب : هو اللازم ، كأنّه يصف حوافر فرس فشبهها لصلابتها واملساسها بحجارة الماء إذا علاها الطحلب.
قال امرؤ القيس :
وتغدو على صمّ صلاب كأنّها |
|
حجارة غيل وارسات بطحلب |
قال سيبويه : وقد جاء من الأسماء اسم واحد على فعل ، ولم يجئ مثله ، وهو إبل ، وقالوا : آبال كما قالوا أكتاف ، فهذه حال ما كان على ثلاثة أحرف ، وتحركت حروفه جمع.
وقال الراجز :
* فيها عياييل أسود ونمر (٢)
ـ قال ابن السكيت : عال في مشيته يعيل عيلا : تمايل.
ـ وقال غيره : ومنه قيل للذئب : " عيّال" : فكأن" عياييل" جمع" عيّال".
قال المبرد : هذا البيت على ما تقدم من الكلام إنما يقصد إلى أنّهم جمعوا ربعا على" أرباع" فأدخلوه في باب فعل كجمل وأجمال ، كما جمع الراجز نمرا على فعل ، فأدخله في باب أسد :
قال : " وقالوا : ثلاثة قروء فاستغنوا بها على أقرؤ".
اعلم أن واحد" القروء" : " قرء. وقياس أدنى العدد فيه" أقروء" كما يقال : فلس وأفلس واستغنوا بالكسر وهو قروء.
ولم يذكر سيبويه أقراء على أفعال ، وقد جاء في الحديث أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال للمستحاضة : «دعي الصلاة أيّام أقرائك» ، فإن كان هذا مضبوط اللفظ فهو على" فعل" و" أفعال" كزبد وأزباد.
وذكر سيبويه أن" القدر" قد تجمع على أقدر.
وقال الجرمي : " أقدر" لا يعرف.
وسيبويه أعلم بما حكى ، وهو غير متهم في ما نقله.
وأنشد سيبويه :
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ١٧٨ ، شرح المفصل ٥ / ١٧ ، اللسان حجر ٤ / ١٦٥.
(٢) الكتاب ٢ / ١٧٩ ـ المقتضب ١ / ٢٠١ ـ شرح ابن السيرافى ٢ / ٣٩٦ ، فرحة الأديب ١٥٢ ، شرح المفصل ٥ / ١٨ ، ١٠ / ٩٢ ، ٩١ ، أوضح المسالك ٣ / ٢٦٣ ، الصحاح ٢ / ٨٨٧ ، واللسان نمر ٥ / ٢٣٤ ، عيل ١١ / ٤٨٩.