______________________________________________________
والذكرى : الإجماع على خلافهما. وإن كان قد يشهد لهما خبر المعلى بن خنيس : « سألت أبا الحسن الماضي (ع) في الرجل ينسى السجدة من صلاته. قال (ع) : إذا ذكرها قبل ركوعه سجدها وبنى على صلاته ، ثمَّ سجد سجدتي السهو بعد انصرافه. وإن ذكرها بعد ركوعه أعاد الصلاة ونسيان السجدة في الأولتين والأخيرتين سواء » (١) لكن مع ضعفه في نفسه ، وإشكاله من جهة : أن المعلى قتل في حياة الصادق (ع) فكيف يروي عن أبي الحسن الماضي وهو الكاظم (ع)؟ وحمله على الرواية عنه في أيام حياة أبيه (ع) بعيد ، ولا سيما بملاحظة توصيفه (ع) بالماضي. إلا أن يكون التوصيف من غير المعلى ، ومخالفته للإجماع المتقدم والنصوص التي هي أصح منه وأصرح ـ لا مجال للاعتماد عليه. نعم عن المفيد والشيخ ـ قدسسرهما ـ التفصيل بين الأوليين فتبطل الصلاة بنسيان السجدة منهما والأخيرتين فتقضي. وقد يشهد لهما صحيح البزنطي قال : « سألت أبا الحسن (ع) عن رجل يصلي ركعتين ، فذكر في الثانية ـ وهو راكع ـ أنه ترك السجدة في الأولى. قال (ع) : كان أبو الحسن (ع) يقول : إذا ترك السجدة في الركعة الأولى فلم يدر أواحدة أو اثنتين استقبلت حتى يصلح لك ثنتان وإذا كان في الثالثة والرابعة فتركت سجدة ـ بعد أن تكون قد حفظت الركوع ـ أعدت السجود » (٢).
لكن إعراض المشهور عنه ، ومعارضته بخبر جعفر بن بشير ـ المروي في المحاسن ـ الذي لا يبعد أن يكون صحيحا قال : « سئل أحدهم (ع) عن رجل ذكر أنه لم يسجد في الركعتين الأولتين إلا سجدة ، وهو في التشهد الأول. قال (ع) : فليسجدها ثمَّ لينهض. وإذا ذكرها ـ وهو في التشهد
__________________
(١) الوسائل باب : ١٤ من أبواب السجود حديث : ٥.
(٢) الوسائل باب : ١٤ من أبواب السجود حديث : ٣.