يا مار سرجس ، فقلتم : لا نقاتل قتالا. وأنشد لأمية بن أبي عائذ :
* قد كنت خراجا ولوجا صيرفا |
|
لم تلتحصني حيص بيص لحاص (١) |
معنى" حيص بيص" : داهية يضيق المخرج عنها.
وتلتحصني : تنشبني فيها ، ولحاص هي المنشبة. وأصل حيص من حاص يحيص : إذا مال ، وكأن بيص من باص يبوص إذا تقدم وفات. وكان ينبغي أن يكون بالواو. فقال : بوص ، إلا أنها أتبعت حيص.
وأنشد :
* مثل الكلاب تهرّ عند درابها |
|
ورمت لهازمها من الخزبار (٢) |
" فالخزباز" هنا : اسم لداء يصيب الكلاب وهو في غير هذا الموضع ذباب يكون في الروض. وفيه لغات قد بينها سيبويه.
وأنشد :
* وهيج الحي من دار فظل لهم |
|
يوم كثير تناديه وحيهله (٣) |
فجعل" حي هل" بمنزلة : حضرموت ، ومعناه : المبادرة ـ والسرعة.
وأنشد للنابغة الجعدي :
* بحيهلا يزجون كل مطية |
|
أمام المطايا سيرها المتقاذف (٤) |
جعله بمنزلة : " خمسة عشر" ، فلذلك لم ينونه.
ومعنى يزجون : يسوقون. والتقاذف : سرعة السير. وإنما احتج سيبويه بهذا البيت والذى قبله ليرى أن حيهل من شيئين لأنه ليس في الأسماء المفردة ولا في الأفعال مثل هذا البناء ، وقوى بقولهم : " حي على الصلاة" ، وإنما وجب بناء الخزباز من بنائه لأنه متعلق بالذباب أو داء ، فكأنه بمنزلة الأصوات ، وبنيت الأصوات لأنها كناية لا تعرف إلا بتعلقها
__________________
(١) ديوان الهذليين ٢ / ١٩٢ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٥١ ، ما ينصرف وما لا ينصرف ١٠٦ ، شرح السيرافي ٤ / ١٢٥ ، ورقة ١٢٨ ، شرح المفصل ٤ / ١١٥ اللسان (ولج) ٢ / ٤٠٠.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٥١ ، ما ينصرف وما لا ينصرف ١٠٧ ، شرح النحاس ٣١٦ وبه (عند جرائها) ، شرح السيرافي ٤ / ١٢٩.
(٣) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٥٢ ، المقتضب ٣ / ٢٠٦ ، ما ينصرف وما لا ينصرف ١٠٧ ، شرح النحاس ٣١٧ ، شرح السيرافي ٤ / ١٢٩ ، شرح المفصل ٤ / ٤٧ ، الخزانة ٦ / ٢٦٦.
(٤) ملحقات ديوان الجعدي ٢٤٧ ، ديوان مزاحم ١٥ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٥٢ ، المقتضب ٣ / ٢٠٦ ، ما ينصرف ١٠٨ ، شرح النحاس ٣١٧ ، شرح السيرافي ٤ / ١٢٩ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٢٢٣ ، شرح المفصل ٤ / ٣٦ ، الخزانة ٦ / ٢٦٨ ، اللسان (قذف) ٩ / ٢٧٨ ، للجعدي ، (حيا) ١٤ / ٢٢١ ، لمزاحم.