______________________________________________________
من أظهر الدين بلسانه ، وأعان المسلمين وإمامهم بيده ، وكان معهم الأقلية .. ». وتبعه عليه في الحدائق وغيرها. وعن السرائر والنافع وجملة من كتب العلامة وغيرها : أنه مسلمون ، وكافرون. ولعله مراد المفيد في عبارته السابقة ، فتكون الأقوال ثلاثة.
والذي يظهر من أكثر النصوص هو القول الثاني ، ففي مصحح زرارة عن أبي جعفر (ع) : « سألته عن قول الله عز وجل : ( وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ... ) قال (ع) : هم قوم وحدوا الله عز وجل ، وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله عز وجل ، وشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله (ص) وهم في ذلك شكاك في بعض ما جاء به محمد (ص) فأمر الله نبيه أن يتألفهم بالمال والعطاء لكي يحسن إسلامهم ، ويثبتوا على دينهم الذي دخلوا فيه وأقروا به. وإن رسول الله (ص) يوم حنين تألف رؤساء العرب من قريش وسائر مضمر ، منهم أبو سفيان بن حرب ، وعيينة بن حصين الفزاري وأشباههم من الناس ، فغضبت الأنصار .. » (١). وخبره الآخر عنه (ع) : « الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ : قوم وحدوا الله عز وجل ، وخلعوا عبادة من دون الله تعالى ، ولم تدخل المعرفة قلوبهم أن محمداً رسول الله (ص). وكان رسول الله (ص) يتألفهم ويعرفهم كيما يعرفوا ، ويعلمهم .. » (٢). ونحوه مرسل القمي في تفسيره عن العالم ، ولعلهما واحد (٣). ومرسل موسى بن بكر عن رجل : « قال أبو جعفر (ع) : ما كانت الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ قط أكثر منهم اليوم ، وهم قوم وحدوا الله تعالى ، وخرجوا من الشرك ولم تدخل معرفة محمد (ص) قلوبهم وما جاء به. فتألفهم رسول الله (ص)
__________________
(١) أصول الكافي ج ٢ صفحة ٤١٠ طبع إيران الحديثة باب المؤلفة قلوبهم حديث : ٢.
(٢) أصول الكافي ج ٢ صفحة ٤١٠ طبع إيران الحديثة باب المؤلفة قلوبهم حديث : ١.
(٣) تقدم ذلك في الثالث من مصارف الزكاة.