فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (٤٠) أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً (٤١) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً) (٤٢)
ـ إشارة ـ تحفظ من الصاحب فإنه العدو الملازم ، فدلّه على الحق وإن ثقل عليه ، فيشكر لك عند الله.
(وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مُنْتَصِراً (٤٣) هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً (٤٤) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) (٤٥)
الاقتدار حكم القادر في ظهور الأشياء بأيدى الأسباب ، والأسباب هي المتصفة بكسب القدرة ، فهي مقتدرة أي متعملة في الاقتدار ، وليس إلا الحق تعالى ، فهو المقتدر على كل ما يوجده عند سبب أو بسبب ، فالله القادر من حيث الأمر ، ومقتدر من حيث الخلق ، ومن وجه آخر ، القادر في مقابلة القابل للأثر فيه مع كونه معدوما في عينه ، ففيه ضرب من الامتناع وهي مسألة مشكلة ، لأن تقدم العدم للممكن قبل وجوده لا يكون مرادا ، ولا هو صفة نفسية للممكن ، فهذا هو الإشكال فينبغي أن يعلم ، والمقتدر لا يكون إلا في حال تعلق القدرة بالمقدور لأنه تعمل في تعلق القدرة بالمقدور لإيجاد عينه.
(الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً