عليهم نشابهم محمرا دما ، ويحاصر عيسى ابن مريم وأصحابه حتى يكون رأس الثور يومئذ خيرا لهم من مائة دينار لأحدكم اليوم ، قال فيرغب عيسى ابن مريم إلى الله وأصحابه ، قال فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم ، فيصبحون فرسى موتى كموت نفس واحدة ، قال ويهبط عيسى ابن مريم وأصحابه فلا يجد موضع شبر إلا وقد ملأته زهمتهم ونتنهم ودماؤهم ، قال فيرغب عيسى إلى الله وأصحابه ، قال فيرسل الله عليهم طيرا كأعناق البخت ، فتحملهم فتطرحهم بالمهبل ، ويستوقد المسلمون من قسيهم ونشابهم وجعابهم سبع سنين ، ويرسل الله عليهم مطرا لا يكن منه بيت ولا وبر ولا مدر ، قال فيغسل الأرض ويتركها كالزلقة ـ إلى آخر الحديث ـ قال أبو عيسى هذا حديث غريب حسن صحيح.
(وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ (٩٧) إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) (٩٨)
(إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) أي الذي انفرد بهذا الاسم (حَصَبُ جَهَنَّمَ) وهو قوله : (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ) وهو كل من دعاكم إلى عبادة نفسه ، أو عبدتموه وكان في وسعه أن ينهاكم عن ذلك فما نهاكم ، فمثل هؤلاء يكونون من حصب جهنم ، وقد قرىء حطب جهنم ، إذا كان يوم القيامة ، وأدخل المشركون دار الشقاء ، وهي جهنم ، أدخل معهم جميع من عبدوه إلا من هو من أهل الجنة وعمارها فإنهم لا يدخلون معهم فدخولها معهم زيادة في عذابهم.
(لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ) (٩٩)
فيخلد المشرك في النار مع شريكه إن كان حجرا أو نباتا أو حيوانا أو كوكبا ، إلا الإنسان الذي لم يرض بما نسب إليه ونهى عنه وكرهه ظاهرا وباطنا ، فإنه لا يكون معه في النار ، وإن كان هذا من قوله وعن أمره ومات غير موحد ولا تائب كان معه في النار ، إلا أن الذي