وأيام الرب ، ونحن نعلم قطعا أن الأماكن التي يكون فيها النهار ستة أشهر والليل كذلك أن ذلك يوم واحد في حق ذلك الموضع ، فيوم ذلك الموضع ثلاثمائة وستون يوما مما نعده.
(وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (٤٨) قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٤٩) فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٥٠) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (٥١) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (٥٢)
الأنبياء لهم العصمة من الشيطان ظاهرا وباطنا وهم محفوظون من الله في جميع حركاتهم ، وذلك لأنهم قد نصبهم الله للناس ولهم المناجاة الإلهية ، فالأنبياء المرسلون معصومون من المباح أن يفعلوه من أجل نفوسهم ، لأنهم يشرعون بأفعالهم وأقوالهم ، فإذا فعلوا مباحا يأتونه للتشريع ليقتدى بهم ويعرفون الأتباع الحكم الإلهي فيه ، فهو واجب عليهم ليبينوا للناس ما أنزل إليهم ، والأنبياء معصومون أن يلقي الشيطان إليهم ، وكذلك الأنبياء يعطى لكل نبي أجر الأمة التي بعث إليهم سواء آمنوا به أو كفروا ، فإن نية كل نبي يود لو أنهم آمنوا ، فيتساوى الأنبياء في أجر التمني ، ويتميز كل واحد عن صاحبه في الموقف بالأتباع ، فالنبي يأتي ومعه السواد الأعظم ، وأقل وأقل حتى يأتي نبي ومعه الرجلان والرجل ، ويأتي النبي وليس معه أحد والكل في أجر التبليغ سواء ، وفي الأمنية (وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) فإن الحق لم يأت بالمعجزة إلا لمن يعلم أن في قوّته قبولها بما ركب الله فيه من ذلك ، ولذلك اختلفت الدلالات من كل نبي وفي حق كل طائفة ، ولو جاءهم بآية ليس في وسعهم أن يقبلوها لجهلهم ما آخذهم الله بإعراضهم ولا بتوليهم عنها ، فإن الله عليم حكيم عادل.
(لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ