الطيبات مع الطيبين ، فإنه من أهّل لشيء فقد أهل له ذلك الشيء.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلى أَهْلِها ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (٢٧)
إذا جئت بيت قوم فاستأذن ثلاث مرات ، فإن أذن لك وإلا فارجع ، ولا تنظر في بيت أخيك من حيث لا يعرف بك ، فإنك إذا نظرت فقد دخلت ، وإنما جعل الإذن من أجل البصر.
(فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً فَلا تَدْخُلُوها حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (٢٨)
ثبت في الحديث الاستئذان ثلاث ، فإن أذن لك وإلا فارجع.
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما تَكْتُمُونَ (٢٩) قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ) (٣٠)
العبد مأمور بأن لا ينظر إلى ما لا يحل له النظر إليه شرعا ، وبجميع ما يختص برأسه من التكليف ، ومأمور بأن لا يسعى بأقدامه إلى ما لا يحل له السعي إليه وفيه ومنه ، وما بينهما مما كلفه الله أن يحفظه في تصرفه ، من يد وبطن وفرج وقلب ، والغض نقص ما تمتد العين إليه ، وهذه الآية والتي بعدها خطاب للنفس بالحياء ، فإنه من الحياء غض البصر عن محارم الله ، والحياء منه فرض وسنة أي مستحب ، فإن النظر إلى عورة امرأتك وإن كان قد أبيح لك ولكن استعمال الحياء فيه أفضل وأولى.