يجري على متن الرياح وعندها |
|
ظلمات سخط القاهر الديان |
دارت بصخرة مركز سلطانه |
|
الروح الإلهي العظيم الشان |
فهذا ترتيب الوضع الذي أنشأ الله عليه العالم ابتداء ، واعلم أن التفاضل في المعلومات على وجوه ، أعمها التأثير ، فكل مؤثر أفضل من أكثر المؤثر فيه ، من حيث ذلك التأثير خاصة ، وقد يكون المفضول أفضل منه من وجه آخر ، وكذلك فضل العلة على معلولها ، والشرط على مشروطه ، والحقيقة على المحقق ، والدليل على المدلول من حيث ما هو مدلول لا من حيث عينه ، وقد يكون الفضل بعموم التعلق على ما هو أخص تعلقا منه كالعالم والقادر ، ولما كان الوجود كله فاضلا مفضولا ، أدى ذلك إلى المساواة ، وأن يقال : لا فاضل ولا مفضول ، بل وجود شريف كامل ، تام لا نقص فيه ، ولا سيما وليس في المخلوقات على اختلاف ضروبها أمر إلا وهو مستند إلى حقيقة ونسبة إلهية ، ولا تفاضل في الله ، لأن الأمر لا يفضل نفسه ، فلا مفاضلة بين العالم من هذا الوجه ، وهو الذي يرجع إليه الأمر من قبل ومن بعد ، وعليه عوّل أهل الجمع والوجود وبهذا سموا أهل الجمع لأنهم أهل عين واحدة كما قال تعالى : (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ) فمن كشف الأمر على ما هو عليه علم ما ذكرناه في ترتيب العالم [راجع سورة الفرقان الآية ٢].
(يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (٢١) وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٢٢) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ وَلِقائِهِ أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٣) فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٤) وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ