الأمم] : الولي يخرج بصورة النبي ، لا ينسخ شريعة ، ولا يثبت أخرى ، ولا يسأل على تعليمه أجرا ، وإنما صح لنا ورث الكتاب ، لكونه أعطاه لنا من غير اكتساب ، وكل وارث مصطفى ، ومن سواه على شفا ، وإنما ألحق الوارث منا بالنبي السالف ، لأنه للإلقاء النبوي ذائق ولمقامه العلي كاشف ، فهي موهوبة ومكسوبة ، وطالبة ومطلوبة.
(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ (٣٣) وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤) الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ) (٣٥)
سميت منزل الكرامة دار المقامة ، لأنها مقيمة على العهد لا تقبل الضد (لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ) فإن الراحة والرحمة مطلقة في الجنة كلها ، فكل من في الجنة متنعم ، وكل ما فيها نعيم ، فحركتهم ما فيها نصب ، وأعمالهم ما فيها لغوب ، إلا راحة النوم ما عندهم لأنهم ما ينامون.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (٣٦) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) (٣٧)
(وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) فإنهم في هذه الحال علموا صدق الله في إنفاذ الوعيد فيهم.
(إِنَّ اللهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٣٨)