من الشرطين إلى الرشا ، وهي تقديرات وفروض في هذا الجسم ، ولا تعرف أعيان هذه المقادير إلا بهذه الكواكب ، كما أنه ما عرفت أنها منازل إلا بنزول السيارة فيها ، ولو لا ذلك ما تميزت عن سائر الكواكب إلا بأشخاصها ، وكواكب المنازل تتكون من كوكب واحد كالصرفة ، إلى اثنين كالذراع ، إلى ثلاثة كالبطين والشرطين ، إلى أربعة كالجبهة ، إلى خمسة كالعوالي ، إلى ستة كالدبران ، إلى سبعة كالثريا ، إلى تسعة كالنعائم ، وليس للثمانية وجود في المنازل ، والسيارة لا نزول لها ولا سكون ، بل هي قاطعة أبدا ، وقد يكون مرورها على عين كواكب المنزلة ، وقد يكون فوقها وتحتها ، على الخلاف الذي في حد المنزلة ما هو ، فسميت منزلة مجازا ، فإن الذي يحل فيها لا استقرار له ، وإنه سابح كما كان قبل وصوله إليها في سباحته ، فراعى المسمي ما يراه البصر من ذلك ، فإنه لا يدرك الحركة ببصره إلا بعد المفارقة ، فبذلك القدر يسميها منزلة ، لأنه حظ البصر فغلّبه وجعل الله لكل كوكب من هذه الكواكب قطعا في الفلك الأطلس ، ليحصل من الخزائن التي في بروجه وبأيدي ملائكته الاثني عشر من علوم التأثير ما تعطيه حقيقة كل كوكب ، وجعلها على طبائع مختلفة ، والنور الذي فيها وفي سائر السيارة من نور الشمس ، وبسباحة هذه الكواكب تحدث أفلاكا في هذا الفلك أي طرقا ، وجعل الله في جوف هذا الفلك سبع سموات طباقا ، أجساما شفافة ، وجعل في كل سماء منها كوكبا وهي الجواري ، منها القمر في السماء الدنيا ، وأوحى في كل سماء أمرها ، وجعل إمضاء الأمور التي أودعها السموات في عالم الأركان عند سباحة هذه الجواري ، وجعلهم نوابا متصرفين بأمر الحق لتنفيذ هذه الأمور التي أخذوها من خزائن البروج في السنة بكمالها ، وقدّر لها المنازل المعلومة التي في الفلك المكوكب ، وجعل لها اقترنات وافتراقات ، كل ذلك بتقدير العزيز العليم ، وجعل الله بين السماء السابعة والفلك المكوكب كراسي عليها صور كصور الثقلين ، وستور مرفوعة بأيدي ملائكة مطهرة ليس لهم إلا مراقبة تلك الصور ، وبأيديهم تلك الستور ، فإذا نظر الملك إلى الصورة قد سمجت وتغيرت عما كانت عليه من الحسن أرسل الستر بينها وبين سائر الصور ، فلا يعرفون ما طرأ ، ولا يزال الملك من الله مراقبا تلك الصورة ، فإذا رأى تلك الصورة قد زال عنها ذلك القبح وحسنت رفع الستر فظهرت في أحسن زينة ، وتسبيح تلك الصور وهؤلاء الأرواح الملكية الموكلة بالستور [سبحان من