الموهوب له ، ويبتدىء بإعطاء الوجود لكل عين ، ولما كان الوهب له تعالى ذاتيا فإنه لا يقدح في غناه عن كل شيء ، فكان العزيز الوهاب ، فإنه عز أن يكون غناه علة لشيء ، لأن العلة تطلب معلولها ، والوهب ليس كذلك ، فإنه امتنان على الموهوب له ، والوهاب هو الذي يعطي لينعم لا لطلب شكر ولا عوض.
(أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (١٠) جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (١١) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ (١٢) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ (١٣) إِنْ كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ (١٤) وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ) (١٥) فوحد الصيحة.
(وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ) (١٦)
(وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا) أي نصيبنا (قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ) قالوا ذلك سخرية.
(اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (١٧)
(ذَا الْأَيْدِ) أي صاحب القوة ، ما هو جمع يد ، فكان فيما أعطاه الحق على طريق الإنعام عليه القوة ، ونعته بها.
(إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ) (١٨)
السبحة صلاة النافلة ، يقول عبد الله بن عمر وهو عربي في النافلة في السفر : لو كنت مسبحا أتممت ؛ والإشراق أول النهار ، وصلاة الإشراق أربع ركعات ، وهي غير صلاة الضحى ، فإنها ثمان ركعات بعد صلاة الإشراق.