(بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (٥٩) وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ) (٦٠)
هذا مآل المتكبرين وصفتهم ، ذكر الله تعالى ذلك دواء للأرواح ، لتقف مع ضعف مزاجها الأقرب في ظهور عينها وهو البدن ، ولا تظهر في قوتها الأصلية التي لها من النفخ الإلهي ، فإنها إن فعلت ذلك لم يكن شيء أشد تكبرا منها ، فخوّفها الله بما ذكر من وصف المتكبرين ومآلهم واسوداد وجوههم.
(وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١) اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (٦٢)
وقد بين تعالى ما خلق بالآلة وبغير الآلة ، وبكن وبيده وبيديه وبأيد ، وفصّل وأعلم وقدر وأوجد وجمع ووحد ، فقال : إني ونحن وأنا وإنا.
(لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ) (٦٣)
النكاح المقلاد ، والإقليد الذي يكون به الفتح ، فيظهر ما في خزائن الجود ، ولما كان وجود العالم عن نكاح زماني ليلي ونهاري (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) و (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ) قال تعالى : (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ) وهو الناكح (وَالْأَرْضِ) وهو المنكوح ، فمن علا من هذين الزوجين فله الذكورية وهو السماء ، ومن سفل من هذين الزوجين فله الأنوثة وهو الأرض ، ونكاحهما المقلاد ، ويظهر عن ذلك الأرواح الفاعلة والجثث الطبيعية القابلة للانفعال المنفعلة (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ).
(قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (٦٤) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى