خلق فيه كوكبا عظيما مشرقا سابحا ، وأودع لديه أسرار الروحانيات ، والأنوار المشرقات ، والضياآت اللامعات ، والبروق الخاطفات ، والشعاعات النيرات ، والأجساد المستنيرات ، والمراتب الكاملات ، والاستواآت المعتدلات ، والمعارف اللؤلؤيات واليواقيت العاليات ، والجمع بين الأنوار والأسرار الساريات ، ومعالم التأسيسات ، وأنفاس النور الجاريات ، وخلع الأرواح المدبرات ، وإيضاح الأمور المبهمات ، وحل المسائل المشكلات ، وحسن إيقاع السماع في النغمات ، وتوالي الواردات ، وترادف التنزلات الغيبيات ، وارتقاء المعاني الروحانيات ، إلى أوج الانتهاآت ، ودفع العلل بالعلالات النافعات ، والكلمات المستحسنات ، والأعراف العطريات ، وأمثال ذلك مما يطول ذكره ، وخلق عند مساعدته النفس الكل تحريك الفلك الأثير لتسخين العالم بهذه الحركات ، وأسكن في هذا الفلك إدريس النبي ، المخصوص بالمكان العلي. ثم أدار في جوف هذا الفلك فلكا سابعا خلق فيه كوكبا سابحا من الخنس الكنس ، أودع لديه التصوير التام ، وحسن النظام ، والسماع الشهي ، والمنظر الرائق البهي ، والهيبة والجمال ، والانس والجلال ، وخلق عند مساعدته النفس الكل تقطير ماء رطب في كل ركن البخارات ، وأسكن في هذا الفلك روحانية النبي الجميل يوسف عليهالسلام. ثم أدار في جوف هذا الفلك فلكا ثامنا ، خلق فيه كوكبا سابحا من الخنس الكنس ، أودع لديه الأوهام والإيهام ، والوحي والإلهام ، ومهالك الآراء الفاسدة والقياسات ، والأحلام الرديئة والمبشرات ، والاختراعات الصناعيات والاستنباطات العمليات ، وما في الأفكار من الغلطات والإصابات ، والقوى الفاعلات والوهميات ، والزجر والكهانات والفراسات ، والسحر والعزائم والطلسميات ، وخلق عند مساعدته النفس الكل مزج البخارات الرطبة بالبخارات اليابسات ، وأسكن في هذا الفلك روحانية روحه وكلمته عيسى عليهالسلام عبده ورسوله وابن أمته. ثم أدار في جوف هذا الفلك فلكا آخر تاسعا خلق فيه كوكبا سابحا أودع الله لديه الزيادة والنقصان ، والربو والاستحالات بالاضمحلالات ، وخلق عند مساعدته النفس الكل إمداد المولدات بركن العصارات ، وأسكن في هذا الفلك روحانية نبيه آدم عليهالسلام عبده ورسوله وصفيه ، وأسكن هذه الأفلاك المستديرات أصناف الملائكة الصافات التاليات ، فمنها القائمات والقاعدات ، ومنها الراكعات والساجدات ، كما قال تعالى إخبارا عنهم (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ