خامسا : إنّ التشرف بصحبة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ليس أكثر امتيازا من التشرف بالزواج من النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّ مصاحبتهن له كانت من أعلى درجات الصحبة ، وقد قال تعالى في شأنهنّ :
(يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً* وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً* يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) (١).
وقال في اثنتين منهنّ «عائشة وحفصة» :
(إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) إلى أن قال : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ* وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٢).
سادسا : إن النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم أعطى ضابطة عامة بها يميّز المؤمن من المنافق ، وهذه الضابطة هي أنّه لا يحبه إلّا مؤمن ولا يبغضه إلّا منافق ، وقد ورد عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال :
«لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» (٣).
__________________
(١) سورة الأحزاب : آية ٣٠ ـ ٣٢.
(٢) سورة التحريم : آية ٤ وآية ١٠ ـ ١١.
(٣) لاحظ مسند أحمد ج ١ / ٨٤ صحيح مسلم ج ١ / ٣٩ التاج الجامع للأصول ج ٣ / ٣٣٥ صحيح الترمذي ج ٢ / ٣٠١ سنن النسائي ج ٢ / ٢٧١ ذخائر العقبى ص ٤٣ والصواعق المحرقة ص ٧٤ وتاريخ الخلفاء ص ١٧٠ ونهج الحق ص ٢١٩.