ما تفعلون (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (١).
وأنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فاعملوا فإنا عاملون انتظروا فإنا منتظرون.
فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان فقال :
يا ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم! لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفا كريما رءوفا رحيما وعلى الكافرين عذابا أليما وعقابا عظيما ، فإن عزوناه وجدناه أباك دون النساء ، وأخا لبعلك دون الأخلّاء ، آثره على كل حميم ، وساعده في كل أمر جسيم ، لا يحبّكم إلا كلّ سعيد ، ولا يبغضكم إلا كلّ شقي ، فأنتم عترة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الطيّبون ، والخيرة المنتجبون ، على الخير أدلّتنا ، وإلى الجنّة مسالكنا ، وأنت يا خيرة النساء وابنة خير الأنبياء ، صادقة في قولك ، سابقة في وفور عقلك ، غير مردودة عن حقّك ، ولا مصدودة عن صدقك ، والله ما عدوت رأي رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا عملت إلّا بإذنه ، وإنّ الرائد لا يكذب أهله ، وإني أشهد الله وكفى به شهيدا إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضّة ولا دارا ولا عقارا وإنّما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة ، وما كان لنا من طعمة فلولي الأمر بعدنا أن يحكم فيه بحكمه ، وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح يقاتل به المسلمون ويجاهدون الكفار ، ويجالدون المردة الفجّار وذلك بإجماع من المسلمين لم أتفرّد به وحدي ، ولم استبدّ بما كان الرأي فيه عندي ، وهذه حالي ومالي هي لك وبين يديك لا نزوى عنك ولا ندّخر دونك ، وأنت سيدة أمة أبيك ، والشجرة الطيبة لبنيك ، لا ندفع ما لك من فضلك ، ولا نوضع من فرعك وأصلك ، حكمك نافذ فيما ملكت يداي فهل ترين أن أخالف في ذلك أباك؟.
فقالت عليهاالسلام : سبحان الله ما كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن كتاب الله صادقا ولا
__________________
(١) سورة الشعراء : ٢٢٧.