ليقاتلهما حتى يفيئا إلى أمر الله تعالى ، تسمى من اتّبعه على ذلك بالشيعة ، فكان يقول : «شيعتي».
النظرية الخامسة :
ترجع أصل التشيّع إلى أيام شهادة الإمام الحسين عليهالسلام وما أفرزته تلك الواقعة الفريدة من تطورات هامة في داخل الساحة الإسلامية ، ومن مؤيدي هذا الاتجاه : الدكتور كامل مصطفى الشيبي في كتابه «الصلة بين التصوف والتشيع» ج ١ ص ٢٢ ، وبروكلمان في كتابه «تاريخ الشعوب الإسلامية» ص ١٢٨.
النظرية السادسة :
ترجع أصل التشيّع إلى الأصول الفارسية ، ومن أنصار هذه النظرية كثير من المستشرقين حيث لهم تلميحات وإيحاءات تشير إلى ذلك ، وكذا أبو زهرة في كتابه «تاريخ المذاهب الإسلامية» وأحمد عطية في كتابه «القاموس الإسلامي».
النظرية السابعة :
ترجع أصل التشيّع إلى عهد الإمام الصادق عليهالسلام حيث قام تلميذه هشام بن الحكم بوضع قواعد وأسس المذهب الشيعيّ ، ومن مؤيّدي هذه النظرية الدكتور محمد عمارة في كتابه «الإسلام وفلسفة الحكم» ص ١٥٨.
هذه أهمّ النظريات عن أصل التشيّع وكلها مردودة جملة وتفصيلا ، لأن التشيّع ـ وكما قلنا سابقا ـ أوّل حركته كانت منذ عهد النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو الذي أصّل قواعده وثبّت دعائمه ، فمن خلال إلقاء نظرة تدبّرية على النصوص المحمديّة نجد بوضوح أنّ النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أوّل شيعيّ مناصر لعليّ عليهالسلام ؛ ألم يصرّح النبي في غدير خم : «من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه» ، وما ورد عن أمّ سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله : عليّ وشيعته هم الفائزون يوم القيامة(١).
والتشيّع برأي تلكم النظريات ، لا يحظى بجذور فكرية أصيلة ، فهو وإن كان
__________________
(١) ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج ٢ / ٦١.