سويّ ، فكانوا له جندا مجنّدة يجوسون خلال الديار لا يهمهم أمر سوى مولاهم ، أكان ذلك الأمر مراعاة عصمة آل الرسول أو مظلومية ابنته البتول أو .. أو .. وايم الحق ، فهؤلاء على استعداد للبطش والسّفك بأيد أثيمة بترها الله بسيف الحجّة عليهالسلام عند الظهور ..
فخلافا لأولئك المتزلفين القائلين بزيف التاريخ وانعدام النفع في البحث في مظلومية أهل البيت وأحقيّتهم بالخلافة .. كان لزاما عليّ أن أظهر للقارىء الفطن ما كان عنه خافيا ، وللمنحرف ما كان عنه ينحرف حتى لا يصطدم بجدار الحقّ فيكمل سيره في أزقّة الجهل والعبودية ..
ثم إنّ هذا الكتاب قد حوى بين الدّفتين شئونا فقهية وفلسفية تداولتها في الفترة الأخيرة أعمّة تسربلها من لا دين له ولا اجتهاد .. فجاء اليراع ودسّ بين ما اخططّته من سطور التاريخ شمّة من تلك الشئون مدعّمة بآيات كريمة وأحاديث شريفة .. فكان الكتاب كشكول دين أدّخره ليوم ألقى فيه ربّ ديننا وأبتغي به المثوبة والنجاة ..
وأما الدافع الثاني فكون طريقة المتن بتلك السلاسة التي تنساب إلى النفوس وتترك في ذهن القارئ أثرا خيّرا وبذرة طيّبة .. ولقد كثر الطلب على هذا الكتاب في طبعتيه الأولتين المختصرتين شرحا وتعليقا .. فكان هذا بنفسه أمرا يحثّ على التوسّع في شرح المتن بنفس الأسلوب خدمة لمن تعطّش للحق وابتغاه ..
والأمر الثالث المتفرّع عمّا سبق كون كثير من مطالب الكتاب بحاجة لتوسيع وزيادة .. وإذا كان الهدف في الماضي هو إبراز الكتاب إلى عالم الوجود من بين كتب تكاد تندثر وينمحي اسمها ، صار هدفي في هذا الحاضر المتصرّمة أيامه تنقيح القديم وتوسيعه لكثرة ما لمسته من حاجة جمّ غفير إلى