خلفاء بين أمية وبني العباس ، ولنا على هذه المحاولة ملاحظات تبطل ما ذهب إليه القوم منها :
إن العدد ١٢ لا يستغرق تاريخ الخلافة الأموية والعباسية ولا تاريخ الخلفاء الراشدين الأربعة أو الخمسة بانضمام الإمام الحسن بن عليّ عليهماالسلام لكونهم أقل عددا أو خلافة في سواهم لكونهم أكثر عددا.
هذا مضافا إلى أن بني أمية وبني العبّاس أغلبهم من أهل الفسق والفجور قد قضوا أعمارهم بشرب الخمور والملاهي والمحرّمات ، فكيف يصح أو يجوز أن يكونوا خلفاء رسول الله ، مع أن الخلافة منصب رباني يعتبر في الخليفة أن يكون القدوة في الإيمان والصالحات ، كما لا بدّ أن يكون الخليفة المرجع في كل الأمور لا سيّما العلمية منها ، في حين نرى كل هؤلاء الخلفاء ليست فيهم صفة واحدة من صفات العترة الطاهرة. هذا بالغض عن أن هؤلاء تربّعوا على سدنة الخلافة بالقهر والقوة.
كما أن الحديث المزبور لا ينطبق أيضا على ما تعتقده سائر فرق الشيعة من الزيدية والإسماعيلية والفطحية والواقفية وغيرهم لكون أئمتهم أقل ، فينحصر انطباقها على ما يعتقده الشيعة الاثنا عشرية من إمامة الأئمة الاثنى عشر الذين هم عترة النبي أوّلهم عليّ بن أبي طالب وآخرهم المهدي الحجة ابن الحسن العسكري عليهالسلام.
ومما يؤكد هذا ما رواه القندوزي الحنفي عن جابر بن سمرة قال : كنت مع أبي عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فسمعته يقول : بعدي اثنى عشر خليفة ثم أخفى صوته فقلت لأبي : ما الذي أخفى صوته؟
قال أبي : قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : كلّهم من بني هاشم (١).
ورواه بطريق آخر عن سماك بن حرب.
__________________
(١) ينابيع المودة ، ص ٣٨ ، ط / قم.