ولمّا أدرجت ما أدرجت في هذا الكتاب الجليل من مختلف المشارب خرجت به موسوعة فيها ما يغني اللبيب ويسدّ جزءا من ثغرة في مكتبتنا الإسلامية المفتقرة إلى الكتابة الموسوعية .. ولا نعني بالموسوعية أسلوب الحشو الذي درج عليه البعض ، بل نعني بها تلك الكتابة العلمية الوافية الشافية التي قوامها التحقيق والتدقيق والبعد عن الأهواء والنزعات السياسية والتعصّبات المذهبية .. بل إنّ غاية ما أردته من هذه التحقيقات هو إجلاء الحقيقة عن غواشي القلوب وظلمات النفوس التي تكدّرت بغبار المعاصي والنزوات فكانت للدرهم عبدا ولسادة ذلك الدرهم كلابا عاوية تستجدي بعض الفتات! .. فلله درّك يا أمير المؤمنين وسيد الخلائق أجمعين حين قلت في صنم هؤلاء : «أحلب حلبا لك شطره ، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غدا» .. وعليك سلام الحنّان حين قلت يا سيد الشهداء وخضيب الدماء : «الناس عبيد الدنيا والدّين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت به معايشهم فإذا محصوا بالبلاء قلّ الدّيانون» .. فيا سيدي يا حسين .. ويا سندي يا علي .. ها هو زماننا يفسّر ما قلتما .. وأنتما .. حين انمحى ذكركما عن شفاه أولئك المتصلّبين .. ترثيان الدين بدموع عبرى وآهات تؤز أزّا .. مولاي ، يا أمير المؤمنين .. مولاتي يا زهراء .. أسألكما المدد والمداد ..
مولاي ..
بالأمس .. ما كدت أرقد من وطأة رواكد الزمن إذ انبرى البعض الآخر يشكّك بهذا الكتاب .. لم؟ .. بأي دافع؟ .. وبأيّ برهان؟ .. لا أدري! .. وحجّة ذلك البعض أمور قد أبرمتها يا مولاي برما وفللتها من عقدها التي قد يتوهم السّاذج أنها حجج وبراهين وهي بحقّ لا تستحق الذكر لاعتمادها على الاحتمالات والاستحسانات ..